38serv
توقف مدرب المنتخب الوطني، في حواره مع “الخبر”، عند نقطة وصفها بالمهمة، وتتعلق بالسياسة العامة الواجب انتهاجها على مستوى “الفاف” بشأن التوجه العام للاتصال والتواصل مع الإعلاميين.واعتقد كريستيان غوركوف، من منطلق معارفه بقواعد الاحتراف في الأندية الأوروبية المحترمة، بأن المكلف بالإعلام على مستوى “الفاف” يملك صلاحيات واسعة وسلطة لرسم السياسة الإعلامية، دون العودة إلى رئيس الاتحادية أو أي مسؤول على مستوى “الفاف”، بدليل أن كريستيان غوركوف حرص على القول إنه سيطالب بإعادة النظر في تلك السياسة، دون المطالبة بتغيير الأشخاص.وحرصت أطراف مقربة من رئيس الاتحادية على الترويج إعلاميا بأن المدرب الوطني يصر على تنحية المكلف بالإعلام على مستوى “الفاف”، عادل حاجي، حتى يسود الاعتقاد بأن “فشل” السياسة الإعلامية للاتحادية وما ترتب عنها من مواقف “عدائية” للإعلام الجزائري ضده، في نظر غوركوف، سببه المكلف بالإعلام وليس رئيس الاتحادية.وبدا واضحا، من خلال الكلام الذي قاله غوركوف لـ«الخبر” في حواره، بأنه لم يخطر بباله بأن رئيس “الفاف” هو الآمر الناهي، وهو رجل يمسك بكل لجان الاتحادية بقبضة من حديد، ولم يخطر ببال الرجل، وهو يتحدث عن السياسة الإعلامية التي يتصورها، بأن المكلف بالإعلام وكل أعضاء المكتب التنفيذي وجميع المسؤولين، لا سلطة لهم وهم لا يملكون أية صلاحيات، كون روراوة ينظر إلى تسيير كرة القدم الجزائرية بنظرة أحادية.وما يعزز هذا الطرح، هو معايير اختيار المدربين المنعدمة في قاموس رئيس الاتحادية، الذي تعود على التفاوض والاتفاق “سرا” مع المدربين دون إشراك أي عضو من أعضاء المكتب الفدرالي، قبل أن “يفرض” خياره عليهم، و«يأمرهم” بتزكيته، حتى يتخذ قرار التعيين، في النهاية، باسم المكتب الفدرالي “عنوة”.استهلك تسعة في عشر سنواتروراوة يحارب المدربين الناجحين استهلك رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تسعة مدربين خلال ثلاث عهدات، بداية من العهدة الأولى سنة 2001 حين خلف الراحل عمر كزال، ثم العهدتين، السابقة والحالية، ما يقوده إلى معدل مدرب واحد كل سنة.والمفارقة الغريبة تكمن في طريقة تعامل رئيس “الفاف” مع كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب “الخضر” خلال عهدته، فقد حرص الرجل على “طرد” بعض منهم بعد تحقيق نتائج إيجابية، بينما “تمسك” بآخرين في ظل نتائج وصفت، بالإجماع، بالكارثية.بداية روراوة مع هواية “التخلص” من المدربين الذين يزاحمونه في الأضواء، كانت مع النجم رابح ماجر، الذي وجد نفسه مقالا بعد مباراة ودية “تاريخية” أمام منتخب بلجيكا، بملعب هذا الأخير، انتهت بالتعادل السلبي، وبأداء بطولي للتشكيلة الوطنية وقتها.جزاء ماجر كان الطرد على ضوء حوار نسب إليه في صحيفة بلجيكية، انتقد فيها، حسب الحوار، رئيس الاتحادية، حيث لم تشفع “تكذيبات” ماجر لما نسب إليه، في جعل رئيس “الفاف” يعدل عن القرار المبرمج بالإقالة.ولا يختلف اثنان بأن “الشيخ” رابح سعدان، الذي تعامل مرتين مع روراوة في عهدتين مختلفتين، حقق نتائج فاقت كل التوقعات، سواء في “كان 2004” بتونس، وقصة “آشيو الحرامي” التي كانت حلقة جديدة لاستعراض العضلات لـ«محاربي الصحراء” أمام أقوى المنتخبات القارية، أو ضمن التصفيات المزدوجة لـ«كان 2010” والمونديال، التي شهدت تمركز “الخضر” رابعا قاريا، وبلوغ المونديال لثالث مرة في تاريخ الكرة الجزائرية.ولم ينج “الشيخ” من “مقصلة” رئيس الاتحادية الذي استغنى عن خدماته بعد دورة تونس في 2004، ودفعه إلى الرحيل بعد المونديال بسبب مباراة تنزانيا في 2010، في سيناريو شبيه لما عاشه وحيد حاليلوزيتش وحاليا كريستيان غوركوف.واضطر البوسني وحيد حاليلوزيتش إلى الاعتذار لرئيس الجمهورية الذي طلب منه البقاء بعد مونديال البرازيل، اقتناعا من حاليلوزيتش بأن روراوة سيعمل على الإطاحة به في أول منعرج، كون روراوة الذي ساند حاليلوزيتش بعد خيبة الأمل في “كان 2013”، انقلب عليه حين شعر بأن حاليلوزيتش بصدد خطف الأضواء منه وبأن شخصيته القوية ستقزم من حجمه وستقلل من سلطته على المنتخب.وسبق لرئيس الاتحادية “فرض” تجربة بلجيكية فاشلة، حين تعاقد مع جورج ليكنس ثم مع روبير واسايج، ومنح الرجل “هدية مسمومة” لمدربين محليين، هما علي فرڤاني وعبد الحق بن شيخة، والقاسم المشترك بين الرباعي هو “ثقة روراوة” فيها إلى غاية ترسيم الفشل.ويصنف كريستيان غوركوف اليوم في خانة “المدربين الناجحين” في نظر رئيس الاتحادية الذي وجب “قطع” طريق نجاحاتهم، حتى لا يكون لهذا النجاح نقطة انطلاق كسب ذات الشعبية التي كسبها رابح سعدان ووحيد حاليلوزيتش، التي ستحجب حتما الأضواء عنه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات