38serv
يواجه الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري حملة من الانتقادات من قبل وسائل الإعلام وبعض زملائه المثقفين، بسبب التصريحات التي أدلى بها عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي عرفتها باريس، حيث ندد بطريقة غريبة وغير مفهومة في مقابلة مع قناة ”إي. تيلي” التلفزيونية، السياسة الخارجية الفرنسية، مؤكدا أن موقفه نابع من رغبته في أن يكون ”مفيدا” في مجال ”إنقاذ السلام”، معتبرا أن ما تقوم به فرنسا: ”لن يؤدي إلى التهدئة”، فتم تفسير مواقفه بأنها ”تقدم تبريرات للإرهاب”.لقي ميشال أونفري سيلا من الانتقادات من قبل المثقفين الفرنسيين، بعد أن قال إن أوروبا هي: ”السبب فى الإرهاب وليس المسلمين، كما يشاع دائمًا، لأن المسلمين ليسوا ”حمقى” حتى يضربوننا”. وتساءل في حوار مع قناة ”بي. أف. أم. تي في” مباشرة عقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت باريس: ”لماذا نذهب إلى بلدان المسلمين ونتدخل في شؤونهم، ونقول لهم يجب أن تتبعوا منهج فرنسا؟ ولماذا نقتلهم في مالي، كما قتلنا قبل ذلك في بلدان شمال إفريقيا، وإذا ما دافعوا عن أنفسهم نتهمهم بالإرهاب؟”، موضحا أن الغرب يجعل حياة المسلمين في مالي أو أفغانستان وسوريا والعراق مستحيلة.وفي حواره مع قناة ”إي. تيلي”، أول أمس، قال أونفري ”ليسوا طيبين وهذا من حقهم، ما دمنا في حرب لنصرة العلمانية بحجة أن الإسلام لا يناسبنا”، موضحا أنه ”ليس لدينا الحق في فرض قوانيننا على الآخرين، فإن كانت حقوق الإنسان تهمنا فلماذا تحديدا في مالي، وليس في بلدان أخرى لا تحترم حقوق الإنسان؟”، مضيفا: ”لا يمكننا فرض قوانيننا في بلدان المسلمين، لندعهم يقيمون قوانينهم، لماذا لا نتدخل في إسرائيل؟”. وختم تدخله قائلا: ”علينا أن نتخلى عن فرض سياستنا الاستعمارية على بلدان أخرى بحجة أن حقوق الإنسان هي التي تحركنا، ليس حقوق الإنسان هي التي تحرك المسؤولين الغربيين. أنتم خاسرون بتأجيج هذه الحرب العقائدية الفاشلة ضد المسلمين، لأنها لن تبقي ولن تذر على البشرية جمعاء”.وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر عقب الأحداث الإرهابية مباشرة، كتب أونفري أن ”اليمين واليسار اللذين زرعا في الخارج الحرب على الإسلام السياسي يحصدان في الداخل حرب الإسلام السياسي”. وكرد فعل أولي وصف ”ميشال فايز” عبر موقع ”لو هوفينتون بوست” الإلكتروني مواقف ميشال أونفري بالغريبة وغير المفهومة، واعتبر أن دور الفيلسوف هو أن يعطي ”المعنى لما يحدث، لكن بعد مرور فترة من الزمن على الحدث”. ويعتقد ”فايز” أن أونفري أدلى بمواقف سياسية وابتعد عن الموقف الفلسفي، بالأخص لما دافع عن الممثل الكوميدي ”ديودوني”. وختم نقده للفيلسوف قائلا: ”ليس بإمكاننا أن نتحلى بالفضيلة ونحن نزرع الغموض”. من جهته، كتب ”بونوا رايسكي” أن ”أونفري يلعق على موتى باريس”. ولم يفهم ”رايسكي” مواقف الفيلسوف الفرنسي مؤسس الجامعة الشعبية، وقال: ”أحيانا يتلون بالأحمر، وأحيانا أخرى بالأسمر، ومرات نجده أحمر- أسمر”، مضيفا: ”لكنه في المدة الأخيرة أضاف إلى نفسه اللون الأخضر” (في إشارة إلى دفاعه عن الإسلام).ووصف الروائي ”باتيست روسي” مواقف ميشال أنوفري بمن ”انتحر أخلاقيا”، وكتب بصحيفة ”لونوفيل أوبسيرفاتور” مقالا عنوانه ”وداعا أونفري، كنت أحبك، لكن انتهى الأمر”. ويعتقد ”روسي” أن أونفري ”يبرر الحروب التي يخوضها الإرهاب حاليا ضد الغرب”، مضيفا وهو يوجه كلامه لأونفري: ”إن الخلط بين العدمية الإجرامية والنضال السياسي عبارة عن خطأ كنا نعتقد أنه ولى، بحكم انتمائه لعصور غابرة”.أما ”لوران جوفران”، مدير صحيفة ”ليبيراسيون”، فكتب أن أفكار الفيلسوف الفرنسي ”تحتقر المفكرين ذوي النزعة الإنسانية في العالم الإسلامي، من الذين يخوضون حربا ضد الإرهاب والتطرف”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات