38serv
يرجح الخبير العسكري، العميد صفوت الزيات، في تصريح لـ«الخبر”، أن الأزمة بين موسكو وأنقرة ستكون إلى حد ما محكومة ولن تخرج عن السيطرة، وحذر في ذات الوقت من أن تتحول الأزمة إلى حرب باردة بين الغرب وروسيا، بعد مساندة الناتو وأمريكا الموقف التركي.وأوضح الزيات: “على الجميع أن يحبس أنفاسه في المواجهات التي قد تحدث في سوريا، فبوتين زعيم غير رشيد، ويريد استرداد الكرامة الروسية، وقد يلجأ إلى عمل عسكري يتصور به أنه قام بالرد، وقد أعاد تمركز نظام الصواريخ في اللاذقية وكثف الضربات ضد المعارضة السورية المسلحة في حلب، وهذه التطورات لها عواقبها، خاصة أن موقفه من الأزمة السورية به الكثير من الغموض، هل يريد مواجهة المقاتلين أم إيجاد نفوذ جديد، صحيح أن روسيا دولة كبرى لكنها ليست عظمى، ودخلت إلى مسرح العمليات السوري بغموض في توجيه أهدافها، وقد تستدرج إلى حرب استنزاف، لكن أتوقع مواصلة العلاقات أو إعادة ضبطها بين البلدين”.وفيما يتعلق بحديث فرنسا عن ضرورة اللجوء إلى الحرب البرية لهزم داعش، يقول الخبير العسكري، في تصريح خص به “الخبر”: “حتى الآن الجميع مقتنع بأن القصف الجوي لا يفيد، لكن السؤال من سيكون على الأرض؟ ماذا سيحدث في اليوم التالي؟ وإذا فعلا قضي على تنظيم الدولة داعش أو تراجع أو اختفى، هل هذا سيعيد العلاقات المدنية في الداخل السوري مع النظام بعد جرائم الحرب والصراع الطائفي؟!، ومن مستعد لأن يضع قواته على الأرض؟ خاصة أن التاريخ يؤكد أنه أن تضع قدمك مسألة لن تكون سهلة لكي تخرج قواتك مرة أخرى، خاصة في ظل التدخلات المؤسفة للنظام الإيراني وظلم العرب السنّة، وهذا لم يحدث في التاريخ، ومن سيملك الجرأة على وضع القوات على الأرض، هل يمكنه إقناع المعارضة السورية بأن تكون حليفه للعمل البري، في نفس الوقت الأمريكيون يقتنعون بالمنطقة الآمنة، ونأمل أن تحدث في شمال حلب منذ أربع سنوات، لكننا في الحقيقة أمام رئيس روسي متوتر، والمرحلة بحاجة لقدر من الرشاد والتصميم، وتدخله في سوريا قلب موازين كثيرة إلى مزيد من الفوضى، بينما كانت بوادر تسوية وشيكة بين الفرقاء في سوريا، لولا دخول موسكو، وبالتالي نحن أمام أيام حبس النفس، وأؤكد أن التدخل البري مسألة صعبة”.وفي السياق، يعتقد الزيات أن تركيا مستعدة لأن تدفع الثمن الاقتصادي في ظل التهديدات الروسية بقطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحا: “المشكلة أننا أمام رئيس (بوتين) يريد استعادة الإمبراطوية مرة أخرى، ودليل ذلك التدخل في سوريا بهذه الصورة القحة، والتي أصبحت حقلا لصراعات العالم بأكمله، والمشكلة الكبيرة تكمن في بوتين بنحو خاص، فهو يملك أسلحة نووية، لكن أتوقع أن موسكو وتركيا تبحثان كل السبل لإعادة العلاقات وهناك مصالح مشتركة بينهما، على غرار اتفاقية أنابيب الغاز ومرورها المنطقي عبر تركيا، كما أن تركيا مستعدة لأن تدفع ثمنا اقتصاديا، لأن ذلك متعلق بأمنها القومي مباشرة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات