"وسعتُ في حيز هوس الطاهر وطار الماضوي فجعلته كونيا"

38serv

+ -

 يقدم المسرح الجهوي لباتنة، مساء اليوم، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة، مسرحية ”عودة الولي”، التي اقتبسها الكاتب الروائي والمسرحي محمد بورحلة عن نص ”الوليّ الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” للطاهر وطار. المسرحية أخرجها عمر فطموش الذي سبق له وأن تعامل مع عدد من النصوص الروائية الجزائرية.أوضح محمد بورحلة، أنه تعامل مع رواية ”الوليّ الطاهر يعود لمقامه الزكي”، وفي ذهنه الاعتقاد بأن الاقتباس المسرحي، أي الاستيحاء من جنس أدبي إلى آخر، ليس استنساخا بالضرورة، بل هو عمل إبداعي متحرر من واجب الالتزام بالوفاء إلى النص الأصلي، موضحا أن الخروج عن فكرة النص ليس عيبا، ولا خيانة بقدر ما هو تأكيد على استقلالية تبيح من التحويرات ما يتماشى واقتضاء المسرحية، وعلى الموقف الفلسفي للمقتبس ورؤاه الجمالية.قال بورحلة عن الصعوبة التي واجهته في نقل رواية وطار للركح، في تصريح لـ«الخبر”: ”كان عليّ انتقاء التيمة التي تكون موضوع الدراما ثم الانتقال من السردية والقراءة إلى الحوار والمشهدية وإعداد النص للعرض. الملفت للانتباه هو أنني وجدت روائيا غير الذي عرفت في ”اللاز”، ”رمانة” أو ”الزلزال”. مثلا لجوء الكاتب إلى التضمين، بنية السرد أصبحت لولبية، الأسلوب تغيّر والتجريد صار السمة البارزة للنص، مع أن الروائي الطاهر وطار كان يصر على أن الرواية رغم ما فيها من تجريد وسريالية، هي عمل واقعي”.    أوضح بورحلة فيما يتعلق بمضمون المسرحية، أنه أبقى على ما بدا له الفكرة الرئيسية للنص، أي إيديولوجية العودة إلى العصر الذهبي والاستضاءة بنور الشمعة الواحدة وما تحمل من مآسي وتبرير للقتل. وقال ”لكني وسعت في حيز الهوس الماضوي فجعلته كونيا، يخص الفرد، يمكن أن يكون المقام ”الحومة” أو المجموعات بصرف النظر عن لونها، ثم ألحقته بمركب أساطير المخيال السياسي (نظرية المؤامرة، العودة، المنقذ) وأسندت الكل إلى تغيّب العقل والشعور بالجمال”.ورد بورحلة عن سؤال حول راهنية الرواية، قائلا: ”أعتقد أن راهنية الرواية لا تزال حاضرة. ما زالت أمثلة الماضي تسد الأفق وتحول دون رؤية الحاضر. وما زال القتل وادعاء امتلاك الحقيقة يتواصلان لأجل هذه النظرة الماضوية. وما زال الماضي المؤطر خزان تصوراتنا ومصدر أزماتنا ونكباتنا. لا يفسر بشاعة أوضاعنا الحالية فحسب، بل سر مشيتنا على هامش التاريخ، رسفنا في قيد التوهمات.. النخبة والعامة في نفس الموقع.. كرسي المشاهد السلبي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات