الأمانة.. أساس الحياة في المجتمع الإسلامي

38serv

+ -

يقول موقظ الشّرق السيّد جمال الدّين الأفغاني في تصوير أهميّة الأمانة وضرورتها للأمم: ”وهذه الطّبقات من رجال الحكومة، الواليين على أعمالها، إنّما تؤدّي كلّ طبقة منها عملها المنوط بها بحكم الأمانة، فإن خزيت أمانة أولئك الرّجال وهم أركان الدّولة سقط بناء السّلطة وسلب الأمن، وراحت الرّاحة من بين الرّعايا كافة وضاعت حقوق المحكومين وفشَا فيهم القتل والتّناهب، ووعرت طرق التّجارة وتفتّحت عليهم أبواب الفقر والفاقة، وخوَت خزائن الحكومة وعميت على الدّولة سُبل النّجاح، فإن ضربها أمر سدّت عليها نوافذ النّجاة”. وأضاف: ”ولا ريب أنّ قومًا يُساسون بحكومة خائنة إمّا أن ينقرضوا بالفساد وإمّا أن يأخذهم جبروت أمّة أجنبية عنهم،  يسومونهم خسفًا،  ويستبدّون فيهم عسفاء فيذوقون من مرارة العبودية ما هو أشدّ من مرارة الانقراض والزّوال”.وأكّد ”ومن الظّاهر أنّ استعلاء قوم على آخرين إنّما يكون اتحاد آحاد العاملين والتئام بعضهم ببعض، حتّى يكون كلّ منهم لبُنية قومه كالعضو للبدن، ولن يكون هذا الاتحاد حتّى تكون الأمانة قد ملكت قيادهم وعست بالحكم أفرادهم. فقد كشف الحقّ أنّ الأمانة دعامة بقاء الإنسان ومستقر أساس الحكومات، وباسط ظلال الأمن والرّاحة ورافع أبنية العزّ والسّلطان وروح العدالة وجسدُها، ولا يكون شيء من ذلك بدونها”.مضيفًا: ”وإليك الاختيار في فرض أمّة عطّلت نفوسها من حلية هذه الخلة الجليلة، فلا تجد فيها إلاّ آفات جائحة، ورزايا قاتلة وبلايا مهلكة وفقرًا معوزًا وذلاًّ معجزًا، ثمّ لا تلبث بعد هذا كلّه أن تبتلعها بلاليع العدم وتلتهمها أمّهات اللِّهم”، اللّهمّ هبنا فضيلة الأمانة وجنّبنا رذيلة الخيانة فإنّك الرّؤوف الرّحيم، آمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات