38serv
احتفل ملك إسبانيا، فيليب السادس، بقصره الملكي في مدريد، ببدء سريان قانون منح الجنسية ليهود السفارديم، فيما تجاهل مطالب المسلمين بالمعاملة بالمثل في هذا الشأن. وقال الملك الإسباني، الاثنين المنصرم، في كلمته أمام ممثلي الجاليات اليهودية خلال الحفل ”كتبنا صفحة من التاريخ بهذا القانون”، وأضاف ”لقد اشتقنا إليكم”. وكانت السلطات الإسبانية وضعت في مطلع أكتوبر الماضي القانون الّذي بدأ سريانه الاثنين الفارط، ويسمح القانون بمنح الجنسية الإسبانية لأحفاد اليهود السفارديم الّذين طُرِدوا أيّام الملوك الكاثوليك. وقد وافق مجلس الوزراء في اليوم التالي، أوّل أمس، على مرسوم ملكي يمنح الجنسية عن طريق التجنيس إلى 4302 من السفارديم الّذين أثبتوا أنّهم أحفاد أولئك اليهود.وكان على طالبي الجنسية، تقديم وثائق تثبت أنّ عائلتهم تندرج في قائمة الأسر السفارديم الّتي تحميها إسبانيا، أو تبرير أصل لقبهم، أو تحدّثهم بلغة لادينو الإسبانية القديمة، أو شهادة من طرف الجالية اليهودية المعترف بها في إسبانيا. واليهود السفارديم هم الّذين عاشوا في شبه الجزيرة الأيبيرية إلى حدود عام 1492م، حيث أجبرهم الملوك الكاثوليك على التحول القسري للمسيحية أو الطرد، فاختاروا التخلي عن الأراضي الّتي عاش فيها أجدادهم قرونًا. يأتي هذا فيما أعرب مسلمو إسبانيا عن استغرابهم من عدم اتّخاذ الحكومة الإسبانية قرارا مماثلا كالذي اتّخذته، باعتراف البلاد بـ”حق تاريخي” لليهود الشّرقيين في إسبانيا وإصدار قرار مماثل مع المسلمين، مطالبين الحكومة بالاعتذار. وقالت ماريا إيزابيل رومير، رئيسة المجلس الإسلامي في إسبانيا، إنّه ”من الجيّد” اعتراف البلاد، بـ”حقّ تاريخي” يتعلّق بحقوق اليهود (الشّرقيين)، أو ما يُعرفون باسم ”السفارديم”، لكنّها أعربت عن استغرابها من عدم اتّخاذ إجراء مماثل مع المسلمين. وأوضحت رومير، أنّهم في المجلس الإسلامي (الّذي تأسّس عام 1989)، التقوا قبل عامين، بوزير العدل الإسباني السابق، ألبرتو غاياردون (الّذي اقترح القانون) حيث كان يتم التحضير لهذا القانون”. وأضافت: ”وضعنا على طاولة الوزير، خلال اللّقاء، حقوق المسلمين المورسكيين، الّذين طُردوا من إسبانيا في نفس الفترة التاريخية، فكانت حجّة الوزارة أنّ السفارديم حافظوا على اللّغة الإسبانية، ولا زالوا يتزوّجون بنفس التّقاليد السّائدة في البلاد”. أمّا عن سبب عدم منح المسلمين هذا الحقّ، فأشارت رومير، الّتي تترأس المجلس الإسلامي منذ عام 2013م، إلى أنّ الوزارة برّرت ذلك، بأنّهم ”لا يتكلّمون أية لغة لها علاقة بالإسبانية، وعندما هاجروا من البلاد اندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة في شمال إفريقيا، ونسوا هويتهم الأصلية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات