38serv

+ -

ما معنى الإصابة بالعين؟ وهل ذلك حقّ؟ وكيف تكون الوقاية منها أو العلاج إن أصابت أحدًا؟عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “العين حقّ” رواه البخاري ومسلم. قال القرطبي في العين وكونها حقًّا: “هذا قول علماء الأمّة، وقد أنكرته طوائف من المبتدعة وهم محجوجون بالأحاديث والنّصوص الصّريحة الكثيرة الصّحيحة، وبما يُشاهد من ذلك في الوجود، فكم من رجل أدخلته العين القبر، وكم من جمل ظهير أحلّته القدر، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ} البقرة:102، ولا يلتفت إلى معرض عن الشّرع والعقل يتمسّك في إنكار ذلك باستبعاد ليس له أصل”.وسبب الإصابة بالعين يكون إمّا الحسد والحقد وإمّا الإعجاب والحبّ. روى الإمام مالك وصحّحه عن أبي أمامة سهل بن حنيف قال: “مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن الأحنف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبّأة، يريد بذلك نضارة جلده وصفاء بشرته، بالفتاة العروس الّتي لم ترها العيون ولم تبرز للشّمس فتغيّرها. قال: فام لبث أن لبط به، أي صرع وسقط على الأرض، فأتي به إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقيل له: أدرِك سهلاً صريعًا، قال: مَن تتّهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال صلّى الله عليه وسلّم: علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعجبه فليَدع له بالبركة، ثمّ دعا بماء فأمر ربيعًا أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبته وداخلة إزاره وأمر أن يصبّ عليه” أخرجه الإمام مالك وأحمد وغيرهما، وهو حديث صحيح. ففي الحديث دلالة على أنّ المرء قد تصيبه عين المعجب والحبيب والصّديق، وفيه بيان لكيفية التخلّص منها وعلاجها.وعلى المرء في كلّ الأحوال أن يدعو بالبركة على كلّ أمر يراه في نفسه وفي إخوانه، كأن يقول: “اللّهمّ بارِك عليه” أو يقول: “ما شاء الله”، وغير ذلك من دعوات البركة والخير.ولا يجوز للمرء أن يتّهم إخوانه لمجرّد همّ أصابه ويعاديهم ويقاطعهم ويعتبر عيونهم صائبة فيحذّر منهم وغير ذلك، ونرى كثيرًا من النّاس من خوفهم الشّديد من العين والسّحر يسارعون إلى الرُّقاة ليرقوهم، وفي كثير من الأحيان يرقونهم رقية غير شرعيّة، خاصة منهم الّذين يقولون إنّ فلانًا أو فلانة أصابتك بالعين أو سحرتك، فينتج عنه قطع للأرحام وعداوة وتباغض، ويصدق فيهم قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أتَى عرّافًا أو كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم” أخرجه الترمذي وأبو داود وغيرهما، وهو حديث حسن.فعلى المرء أن يتوكّل على الله حقّ التوكّل في أموره كلّها، وأن يرقي نفسه بنفسه كما كان يفعل صلّى الله عليه وسلّم، وحتّى يكون من الفئة الّتي تدخل الجنّة بغير حساب، ومن صفاتهم أنّهم لا يسترقون أي لا يطلبون الرُّقية من غيرهم، فعلى المؤمن أن يقرأ آية الكرسي والمعوذتين وسورة الفاتحة، وأن يقرأ سوق الإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما جسده كلّه، وأن يقرأ الأدعية الثّابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات