38serv
هل يمكن أن يصل التصعيد الروسي إلى حرب مع تركيا؟ الرئيس بوتين أوضح هذا الأمر في خطابه الأخير.. حاليا الصدام العسكري مستبعد، لكن العلاقات قد تعرف المزيد من التوتر خلال الفترة القادمة، وربما توسيعا للعقوبات الاقتصادية الروسية، خصوصا بعد الإعلان عن تجميد مشروع السيل التركي، وهو خط أنابيب يجري بناؤه لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر البحر الأسود. كما أن أي خطأ آخر من جانب تركيا، على غرار انتهاك طائراتها للأجواء السورية، أو اقترابها من الطائرات الروسية في الجو، أو من خطوط الدفاع الروسية في سوريا، سيجعلها هدفا سهلا للصواريخ الروسية الضاربة التي تم نشرها في المنطقة، وسيتم التعامل معها على أنها تشكّل تهديدا للقوات الروسية.
ما هو تأثير العقوبات الاقتصادية على تركيا، وعلى روسيا أيضا، خاصة في ظل العقوبات الغربية على موسكو؟ روسيا فرضت العقوبات بطريقة انتقائية وبرغماتية، حسب ما صرح به رئيس الحكومة دميتري مدفيدف، وقال “المجالات التي تم فرض العقوبات فيها، تؤثر على الجانب التركي أكثر من الجانب الروسي”، ولكن من الملاحظ أن هناك مجالات أخرى هامة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تطلها العقوبات الروسية حتى الآن، على غرار صادرات المحروقات نحو تركيا، التي بقيت موسكو ملتزمة بالعقود المبرمة بين الجانبين في هذا المجال.لكن هناك من يرى أن إلغاء مشروع السيل التركي سيضر بمصالح روسيا أكثر من تركيا، فما تعليقك؟ حتى الآن مازالت موسكو ملتزمة بصادراتها الغازية نحو تركيا حسب العقود المبرمة سابقا، وإن تم الإعلان عن تجميد خط أنابيب السيل التركي، وأنا أعتقد أن هذا المشروع استراتيجي للجانبين، وقد يدوم هذا التجميد لفترة معينة، ولكنه سيعود من جديد بعد تمكن الطرفين من تجاوز الأزمة والتفاهم بينهما. لكن إذا حدثت أحداث درامية أخرى، كالصدام في السماء السورية مثلا، واستمرار تركيا في دعم المجموعات المتطرفة ضد المصالح الروسية، فلا نستبعد اتخاذ قرارات أكثر قوة من قبيل وقف صادرات المحروقات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات