أمريكا وأطراف إقليمية ستسعى لإفشال اتفاق الليبيين في تونس

38serv

+ -

 دعا كامل عبد الله، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، المتخصص في الشأن الليبي، الدول الإقليمية أن ترفع دعمها للأطراف المسلحة المقاتلة في ليبيا، وأكد أن حل الأزمة بيد الليبيين أنفسهم، وأوضح أن اختلاف مواقف دول الجوار الليبي من الأزمة راجع إلى تخوف مصر من مسألة الرفض التام لوجود الإسلاميين، ومحاولة تونس تقديم نفسها كنموذج للسلم والمصالحة، باعتبارها أول دول الربيع العربي، ووصف الموقف الجزائري بـ “الثابت” والأكثر عقلانية.كشف كامل عبد الله بأن أمريكا والأطراف الإقليمية لا تريد المضي بإعلان تونس وإنجاحه، وستعمل على إفشاله، ومحاولة من محاولات التصعيد على الأرض في ليبيا، في مقابل عرقلة أي إعلان ستخرج من اجتماعات الفرقاء الليبيين، موضحا في تصريح لـ “الخبر”: “ربما بعض الأطراف لن يعجبها أهداف المؤتمر وستعمل على إفشاله عبر التصعيد على الأرض، في مقابل محاولة لعرقلة أي ما يخرج به اجتماع روما يوم الأحد القادم، أو ما خرج به اجتماع تونس، وهناك أيضا اجتماع آخر يتم التحضير له ببرشلونة لدول 5+5 للترتيبات الأمنية في ليبيا، على أن يكون هذا الشهر وربما سيؤجل إلى جانفي، ومؤتمر روما الداعي له أمريكا، ولو فشل ستتحمّل وزره إيطاليا.. ولو كانت أمريكا واثقة من نجاحه، لوجهت دعوات ممثلين للطرفين للحوار في واشنطن. وفي المقابل، هناك محاولات محلية لإفساح المجال لحوار ليبي ليبي، وأتوقّع بأن مؤتمر روما سيحمل الكثير من المفاجآت، خاصة وأن المبعوث الأممي الحالي سيركز على الترتيبات الأمنية، وهو ما لم يسعى له برناردينيو ليون طوال السنة ونصف السنة الماضية، وسيكون المؤتمر بمنزلة دعوة للتعجيل بالحل السياسي في ليبيا، يقابله تشتت، خاصة في الشرق، وبالتالي أتوقّع بأن تشهد الفترة القادمة حالة تصعيد على الأرض في ليبيا في مختلف المناطق الليبية، تحديدا أجدابيا وسبها، في إطار محاولة قطع الطريق لما يهدف إليه مؤتمر روما”.وتابع حديثه قائلا “المشكلة في ليبيا أن الأطراف المحلية لا تملك خيارها وقرارها، سواء السياسي أو العسكري، وقراراتهم السياسية والعسكرية ليست بأيدهم، إنما تأتيهم تعليمات من الخارج، وهم ممثلون لأطراف خارجية أكثر من محلية، والمصالح الخارجية تتحكم وتحدد وتسير الأمور في ليبيا.. هذه الأطراف ترى أن الاتفاق الأخير قد يؤثر على مصالحها وسياساتها، ويقصي وكلاءها المحليين، وبالتالي تتمسك بحوار الأمم المتحدة الذي يحفظ لكل الأطراف المشاركة في القتال وجودها المستقبلي في ليبيا للأطراف الممثلة لها، وهذا جزء رئيسي للأزمة. الأطراف الفاعلة الليبية تبتعد عن أي حل ناجع إذا لم تر نفسها جزءا من المشهد القادم، والمعترضون على إعلان تونس يحاولون إفشالهم بسبب أنهم كما يدّعون لم يكونوا جزءا من العملية”.ويفسر الخبير في الشأن الليبي اعتراض بعض الدول على إعلان تونس، وتباين مواقف دول الجوار الليبي من الأزمة، قائلا “فعلا هناك اختلاف في مواقف دول الجوار الليبي، فمصر متخوفة من مسألة الرفض التام لوجود الإسلاميين، وتونس تحاول تقديم نفسها كنموذج للسلم والمصالحة، باعتبارها أول دول الربيع العربي، والجزائر موقفها ثابت منذ بداية الأزمة وتسير بعقلانية لحد كبير، وترفض مسألة التدخل الأجنبي، وللأسف فإن الليبيين لم يستفيدوا من كل التجارب التي مرت بها الدول العربية، في سوريا والصومال والعراق واليمن، وقبلهم أفغانستان. التدخل الأجنبي ساهم في تدهور الأوضاع وزيادة الإرهاب وتردي الوضع الأمني بصورة غير مسبوقة، نحن أمام واقع ولابد أن نقتنع بأن الحل الناجح لا يأتي إلا بالليبيين أنفسهم، لذا على الدول الإقليمية أن ترفع دعمها للأطراف المسلحة المقاتلة في ليبيا”.ويرى محدثنا بأن أكبر تحدٍ سيواجه ليبيا لن يكون محاربة الإرهاب، وإنما بناء المكونات المجتمعية، في مجتمع تقليدي لم يعد فيه وفاق وأمان، والسلم الاجتماعي منهار، ولن تتوفر فرص نجاح لأي حكومة دون وجود بنية، وهناك فساد كثير في الشرق أكثر من الغرب، ومجموعة خليفة حفتر تدعم داعش دون أن تشعر، وتعلن عن نقص السلاح لديها: “في المقابل لدينا نموذج محلي في مصراتة وتشكيلاتها المسلحة، وهي القوة المنظمة الوحيدة في ليبيا، وبعدها المجموعة في طرابلس”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات