38serv
صدر، هذا الأسبوع، عن منشورات “لوسوي” في باريس كتاب جديد للشاعر السوري أدونيس، بعنوان “العنف والإسلام”، وهو عبارة عن حوار مطول مع الدكتورة حورية عبد الواحد. واختصر أدونيس في حواره مواقفه من ظاهرة “العنف الديني”، الناتجة، حسبه، عن “تسييس الدين وتقديس السياسة”، وهو ما اعتبره بمثابة “الخراب الكبير في العالم العربي حاليا”. وتوقف أدونيس في حواره عند قضايا شائكة تشغل العرب اليوم مثل الدين، التطرف، إخفاق الربيع العربي، المرأة، التزام المثقف، وقضية الشعر في زمن التدهور، وما يسميه “جهنمية الثقافة العربية”.يحظى كتاب أدونيس حاليا، رغم مرور بضعة أيام فقط على صدوره، باهتمام كبير في أوساط المثقفين والإعلاميين في فرنسا، إذ جاء مباشرة عقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا. وقامت دار “لوسوي” التي اعتبرت الكتاب بأنه “مقابلات مع الشاعر تسمح بمزيد من التفكير الجريء”، بنشر نسخة من الكتاب قابلة للتحميل المجاني لتسهيل نشر الكتاب بشكل واسع. وتحدث أدونيس في حواره المطول عن “العنف في الإسلام” وفي المجتمعات العربية، استنادا لقراءة نقدية للنصوص وللتاريخ، ودعا إلى ضرورة الوصول إلى إحداث فصل نهائي بين “الدين والسياسة”، حتى يتمكن العرب من الخروج من عصور التطرف التي تسمح ببروز “مواطنين وليس مسلمين”، وأورد قائلا: “طالما تسير السياسة مع الدين، وطالما الديانة الإسلامية خاضعة للمؤسسة السياسية، فإن التقدم يبقى مستحيلا”. وحسب أدونيس، فإنه لا يوجد حاليا دولة عربية تمكنت من بلوغ مرحلة “الفصل بين الدين والسياسة”، موضحا أن المرأة هي الضحية الأولى لهذا الخلط بين الدين والسياسة. ويعتقد أدونيس أن “داعش” عبارة عن “استمرار رهيب” في التاريخ الإسلامي، لكنه أبدى تفاؤلا بخصوص إمكانية “ظهور وعي في العالم العربي اليوم، يؤدي إلى التخلص من هذه الأفكار”. وأبدى الشاعر السوري ثقته في الجيل الجديد من المثقفين العرب، المتشبعين، حسبه، بالأفكار التي تدعو إلى ضرورة “الفصل بين الدين والسياسة”، ونشر أفكار المواطنة، بغية الدخول في عصر الحداثة. وذكر أدونيس: “اكتشفت أن كل تاريخنا كان مزورا وملفقا من كل جانب، وأن الذين خلقوا الحضارة العربية وعظمتها تمت إدانتهم ورفضهم وسجنهم وحتى صلبهم. يجب علينا أن نعيد قراءة هذه الحضارة بنظرة إنسانية نظرة جديدة”. وقدمت وسائل الإعلام الفرنسية أدونيس كشاعر ومثقف يدعو إلى الانفتاح على روح العصر، استنادا لتصور إنساني يقوم على الهجينية، ويأخذ من كل الثقافات والحضارات، على خلاف مثقف منغلق مثل آلان فينكينكرولت المهوس بالانغلاق الحضاري.وعلى خلاف الترحيب الذي لقيه الكتاب في أوساط المثقفين الفرنسيين، انتقد الكاتب والمفكر المغربي بنسالم حميش مواقف أدونيس التي وردت في كتابه الجديد. وذكرت وسائل الإعلام المغربية، مؤخرا، أن حميش أبدى ندمه على معرفة الشاعر السوري، بعدما صدر منه موقف يتهم الإسلام بالعنف، عندما صرح في كتابه بأن “ما تقوم به “داعش” تطبيق لما ورد في القرآن، وأن الشعراء العرب الكبار كانوا دوما ضد النص القرآني”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات