يقول الأستاذ راتب النابلسي: ..إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول إنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لا يعلم الغيب، {قُلْ لَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}، فهل يستطيع إنسان آخر أن يدّعي علم الغيب؟ كم من قصّة بإمكانك أن تنفيها بآية واحدة؟ إذا قال اللّه عزّ وجلّ: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} الأعراف:188، ولا أملك لكم نفعًا ولا ضرًّا: فهل من إنسان بإمكانه أن يدّعي أنّه ينفعك أو يضرّك؟ هذا مستحيل، كما قال اللّه تعالى: {قُلْ إِنِّي أخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} الأنعام.
فهل تحترم إنسانًا يقول لك: أنا لا تهمّني المعصية؟ يجب عليك أن تحتقر هذا الإنسان، لأنّ رأس الحكمة مخافة اللّه، إذًا: هذه آيات تعدُّ مفصلية في القرآن الكريم، وكذلك هو شأن هذه السّورة، لكنّك إذا استوعبتَ آيات سورة الجن، والآيات الأخرى الّتي تتحدّث عن الجنّ في غير سورة عن الجنّ كان بإمكانك أن تردّ مليون قصّة ولا تعبأ بها إطلاقًا، فهناك مقولات وأخطاء وأوهام وخرافات وخزعبلات ومتاهات كثيرة لا ينجينا منها كلّها إلّا الاعتصام بالكتاب والسّنّة، وهذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأيّ شيء آخر غير القرآن الكريم والسّنّة المطهّرة الصّحيحة فيه خلط وإضافات وحذف وزيادات وتأويلات خاطئة نحن عنها في غنًى. “إِنَّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم”، ويقول ابن عمر: “دينك دينك إنّه لحمك ودمك، خُذ عن الّذين استقاموا ولا تأخذ عن الّذين مالوا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات