38serv
افتقدت مختلف قرارات الهيئات التي تسيّر كرة القدم الجزائرية للشرعية، وأصبح حال كرة القدم الجزائرية يتجه نحو “الفساد الكروي”، كون تطبيق القوانين صار آخر اهتمامات المسؤولين، وفي مقدمتهم رئيس الاتحادية الذي أصبح هو “القانون نفسه”. يأتي ذلك بعدما خلت بعض القرارات المتخذة من بعض الهيئات من المنطق، ولم يعد لها أي سند قانوني، وأسقطت هاته القرارات “الغريبة” أيضا، الحق على المتضررين من الرياضيين والنوادي والفاعلين في كرة القدم الجزائرية، في الإنصاف، بسبب خوف الجميع من ردّة فعل رئيس الاتحادية نفسه، الذي منح لنفسه حق السطو على حقوق الرياضيين من خلال الدوس على القوانين.علاقة عماني برئيس “الفاف” تحرم لاعبي الأربعاء من التسريحوما يجسّد هذا الطرح؛ ما يحدث لبعض لاعبي أمل الأربعاء في قضيتهم مع رئيس النادي جمال عمّاني، فقد رفضت لجنة المنازعات التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم، أمس، للمرة الثالثة إصدار حكمها بخصوص الشكاوى التي رفعها ستة من لاعبي أمل الأربعاء ضد رئيس الفريق، نظير عدم تلقيهم لمستحقاتهم لفترة تراوحت ما بين 9 و6 أشهر كاملة، مؤجلة ذلك إلى غاية الأسبوع المقبل، بضغط من رئيس “الفاف” محمد روراوة، الذي أكد مجددا أنه أول من يدوس على القوانين التي يقوم بسنّها.وغادر اللاعب الدولي لمنتخب أقل من 23 سنة هواري فرحاني، وهو أحد اللاعبين الستة من أمل الأربعاء الذين اشتكوا عماني، أمس، مقر “الفاف” محبطا وبمعنويات منهارة بعد أن أبلغه رئيس اللجنة بن داود تأجيل إصدار الحكم في الشكوى التي رفعها ضد رئيسه، بعد أن قررت اللجنة ذاتها منح الرئيس جمال عماني مهلة جديدة تمتد إلى غاية يوم الأحد المقبل (قبل منتصف النهار)، من أجل تقديم صكوك بقيمة مستحقاته العالقة مؤشرا عليها من البنك.وأفاد مصدر عليم بأن رئيس لجنة المنازعات بن داود، كان أبلغ رئيس الفاف روراوة مؤخرا بأن اللاعبين الستة لأمل الأربعاء مسرحون آليا، مادام أن عماني لم يدفع مستحقاتهم منذ الموسم الماضي، لكن روراوة طلب منه منح عماني مهلة أولى ثم ثانية... وثالثة، في تواطؤ مفضوح ربطها مصدرنا بالزيارات المتكررة التي قام بها عماني لروراوة بمكتبه بدالي إبراهيم في الفترة الماضية، التي تطرح أكثر من علامة استفهام حول الفائدة التي يجنيها رئيس “الفاف” من التستر على رئيس الأمل؟وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد أكد في أكثر من مناسبة، آخرها خلال اجتماع المكتب الفدرالي الأخير، على ضرورة تطبيق القانون الذي ينصص على تسريح اللاعبين آليا، في حال ما لم يتلقوا مستحقاتهم لأكثر من ثلاثة أشهر، بشرط تقديم شكوى لدى لجنة المنازعات، ليأتي روراوة نفسه ويسارع ليكون أول من يدوس على القانون ذاته.مركز سيدي موسى “حلال” على اتحاد الجزائر و”حرام” على مولودية الجزائروتزامنت قضية لاعبي أمل الأربعاء، الذي تعرّض منهم، بسبب هذا التواطؤ المفضوح، حروش وفرحاني، مساء أول أمس، لمحاولات اعتداء خلال تنقلهما إلى مدينة الأربعاء، مع تجاوز آخر قام به رئيس “الفاف” الذي فتح أبواب المركز التقني لسيدي موسى لفائدة فريق اتحاد الجزائر لتحضير المباراة المحلية التي جمعته بمولودية الجزائر، رغم أن المركز مخصص فقط للمنتخبات الوطنية، ولم يُفتح لأي ناد من قبل، سوى لوفاق سطيف في مناسبتين، وتعلق الأمر بنهائي قاري مع نهائي رابطة الأبطال، ونهائي الكأس الإفريقية الممتازة.تعمّد روراوة تسيير “الفاف” كمملكة، من خلال الكيل المفضوح بمكيالين، بتفضيله لفريق اتحاد الجزائر على مولودية الجزائر، قبل موعد “الكلاسيكو”، يعتبر تجاوزا خطيرا وتحيزا واضحا لرئيس “الفاف” لفريق جزائري على حساب فريق جزائري آخر، وهو الكلام الذي تردّد حتى في أروقة مبنى دالي إبراهيم، فقد استغرب مقربو “الحاج” من تصرفه هذا، وتساءلوا إن كان العضو السابق في المكتب التنفيذي لـ “الفيفا” مستعدا فعلا لفتح باب هذا المركز لنوادٍ جزائرية أخرى لتحضير مباريات عادية برسم البطولة أو الكأس الجزائرية؟وتؤكد القرارات الأخيرة لروراوة أن هذا الأخير ماضٍ في احتكاره سلطة القرار في تسيير الكرة الجزائرية، ويتدخل في صلاحيات كل الهيئات الأخرى، مثل الرابطة المحترفة ولجنة الانضباط، ولجنة فض المنازعات، وغيرها، مستغلا سكوت وخنوع مسؤولي هذه الهيئات الذين لا يقدرون على معارضته خوفا من مصير الرئيس السابق للرابطة محمد مشرارة، الذي “تخلّص” منه “الحاج” بسبب صراحته وكفاءته وشخصيته القوية، إذ لم يتردد محمّد مشرارة في معارضته ومواجهته بالحقيقة لما قال له “أنت هو مرض الكرة الجزائرية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات