38serv
يرى الكثير من المتتبعين للشأن السوري أن مقتل قائد تنظيم ”جيش الإسلام”، زهران علوش، بداية للحل السياسي في سوريا، بينما تؤكد جهات سياسية ذات علاقة بالمفاوضات مع الحكومة، أن الحل السياسي يبتعد. فهل سيغير مقتل علوش وتعيين عصام بويضاني، الملقب بأبو همام، خلفا له لقيادة تنظيم يعد من أكبر التنظيمات المسلحة والأكثر حضورا في ضواحي دمشق، خاصة في الغوطة، مدعما من دول الخليج وتركيا وبعض الدول الغربية، قواعد اللعبة في سوريا؟ سيتغيب تنظيم ”جيش الإسلام”، الذي تعهد بالرد في دمشق، عن أي محادثات إطلاق نار أو مفاوضات المرحلة الانتقالية، نتيجة مقتل القائد زهران علوش، وجملة من القياديين، مساء أمس الأول الجمعة، في غارة جوية، يرجح أنها روسية، استهدفت اجتماعا لقيادات ”جيش الإسلام” في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية. ويبدو أن معارضي الحكومة السورية، حسب المتابعين للشأن السوري، سيستغلون الحدث للضغط في محادثات مستقبلية، وهو ما برز في تصريحات رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري المنشق والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، إذ قال إن ”جيش الإسلام” هو أحد أهم مكونات الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض هذا العام، واعتبر أن استهداف أي مكون من مكونات الهيئة العليا للمفاوضات هو استهداف للهيئة بأكملها.وهو ما ذهب إليه الائتلاف الوطني المعارض الذي نعى زهران علوش في بيان له، قال فيه إن الغارات الروسية تخدم مصالح التنظيمات المتطرفة وتحديدا داعش، عن طريق إضعاف فصائل الجيش الحر التي تتصدى للإرهاب.واعتبر الدكتور برهان غليون أن اغتيال زهران علوش ”رسالة موجهة للمعارضة السورية بأكملها، تعني أن الحديث عن حل سياسي هو مجرد خدعة كلامية، وأن قرار الروس وحليفهم الأسد هو التصفية المستمرة لرجالاتها وقادتها”، مضيفا في رسالة نشرها على حسابه في الفايس بوك، أنه في أي حالة أخرى ”يعتبر مثل هذا الغدر الدنيء اغتيالا لعملية المفاوضات ذاتها، وإهانة لمجموعة الدول العشرين التي رعتها، وتقويضا لصدقيتها”.فيما هللت 5 جهات لمقتله، بداية من نظام الأسد ومواليه، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ”مقتل الإرهابي زهران علوش، متزعم ما يسمى جيش الإسلام المرتبط بنظام آل سعود الوهابي في الغوطة الشرقية بريف دمشق”، وتداول ناشطون خبر إطلاق الأعيرة النارية من قبل ”حزب الله” وتوزيع الحلويات في الضاحية الجنوبية ومواقع الحزب في منطقة القلمون في سوريا، ورحبت إيران بدورها بالخبر، ووصفت قناة ”العالم” الرسمية علوش بـ”الإرهابي الوهابي”. ولم يكن الإعلام الروسي بمنأى عن الخبر، فواكبت وكالتا ”روسيا اليوم” و”سبوتنيك” التفاصيل الدقيقة.وكان تنظيم ”داعش” وأنصاره أكبر المهللين، وإذ أفاد الناشط أبو شام المتواجد في مدينة الرقة، بأن ”أهالي المدينة وأريافها علموا باستشهاد قائد جيش الإسلام، بفضل إذاعة ”البيان” الصادرة عن التنظيم، والتي تحدثت عن الخبر، ونعته بكلمة ”هلاك زهران علوش””.ميدانيا، بعد توقع خروج حوالي 4000 شخص بين متطرفين ومدنيين، أمس السبت، من ثلاثة أحياء جنوبي دمشق، إلى إدلب وشمال حلب، أكد مصدر في لجان المصالحة الشعبية في جنوب دمشق، أمس، أن الاتفاق لم يلغ أو يجمد، وأن إخراج ما تبقى من مسلحين وعوائلهم تعطل بسبب بعض العوائق اللوجيستية، ومنها منع مسلحي ”جيش الإسلام” المسيطرين على منطقة بئر القصب من مرور القوافل التي تنقل المسلحين ردا على مقتل المعارض المسلح زهران علوش.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات