38serv
ضبطت موسكو عقارب ساعتها على المسعى الدبلوماسي، امتدادا للعمليات العسكرية التي ساهمت في تغيير الخريطة العسكرية الميدانية على الأراضي السورية على نحو واضح. وتكشف الجولة المكوكية التي قام بها، أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر ليفرنتاييف في عدد من البلدان المجاورة لدمشق، على أن روسيا قد اختارت المزاوجة بين العصا والجزرة في تسيير الملف السوري. شملت الرحلة المكوكية للمسؤول الروسي عدة عواصم، من بينها القاهرة وأبو ظبي وعمان، ولكنها استثنت الرياض، وهو ما يثير تساؤلات حول خلفية ذلك في أعقاب مقتل زعيم تنظيم جيش الإسلام زهران علوش، ومجموعة من القيادات التابعة لتنظيم مسلح معروف بقربه إلى المملكة السعودية، الذي تزامن مقتله أيضا مع تحديد موعد لانطلاق محادثات جنيف، ما يعني أن سوريا وحلفاءها وجهوا رسائل ميدانية بالغة الدلالة على المستوى السياسي إلى أطراف إقليمية، تسعى إلى تدعيم مواقع التنظيمات المسلحة، سواء أتعلق الأمر بتركيا أو السعودية أو قطر.ويأتي الكشف عن موعد إطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بجنيف في 25 جانفي القادم، أمس، من قبل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، كأول خطوة في أعقاب تسجيل جملة من التطورات، بداية باعتماد الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في 19 ديسمبر قرارا يضع خريطة طريق لحل سياسي في سوريا، وهو القرار الذي لم يستثن فيه الحكومة السورية، وبالتالي يعكس تطورا جوهريا في خارطة التوازنات.وينص القرار على إجراء مفاوضات بين المعارضة والحكومة، ووقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر، وإجراء انتخابات في غضون 18 شهرا. وقد جاءت الحملة الدبلوماسية الروسية بالتوازي مع رسالة مباشرة، مفادها أن موسكو لا ترى مانعا من بقاء الرئيس بشار الأسد عن طريق صناديق الانتخابات، وهي جوهريا الرسالة التي أطلقها رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، الذي أشار إلى أن بقاء الأسد ومشاركته في الانتخابات قرار الشعب السوري وليس قرارا أمريكيا. وفي سياق التطورات الميدانية، يتضح منذ مشاركة القوات الروسية، تقدما للجيش السوري في الشمال والجنوب والوسط، وعكس إعلان “جيش الفتح” للنفير العام تقدما في جبهة حلب الذي يهدد بغلق طرق إمداد كثيرة على التنظيمات المسلحة. فيما ينتظر جيش الإسلام أكبر الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، تثبيت قيادته الجديدة عصام بويضاني المعروف بأبو همام، وسط مخاوف من بداية تفكك التنظيم وشكوك بحدوث اختراقات خطيرة ساهمت في إبادة قيادته.وكمؤشر لانحصار تنظيم داعش، جاء اعتراف زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي منسوب إليه، بخسارته لمناطق عدة في سوريا والعراق. وإن شدد على أن الغارات الجوية لم تضعف التنظيم كانعكاس لتراجع “داعش” بعد فترة تمدد كبير ومتسارع، مع تعدد الجبهات المفتوحة ضده، فقد تمكنت، أمس، قوات سوريا الديمقراطية من طرد عناصر التنظيم من سد تشرين الواقع على نهر الفرات في شمال البلاد، بعد سيطرته على هذه المواقع منذ أكثر من سنة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات