38serv
دعا الدكتور محي الدين عميمور الجيل الحالي للبحث في خلفيات الجريمة التي ارتكبت في حق الرئيس هواري بومدين، حيث قال: “جيلنا قام بما عليه، فإذا سمحتم للخبثاء بتدمير المرجعيات الوطنية فستكونون كسفن في بحر عاصف وسماء مغطاة ودون أضواء كاشفة تحدد لكم طريق النجاة”. واعتبر عميمور أن الرئيس بومدين يعد إحدى المرجعيات التي بفقدها وضعت الأمة في خطر كبير، مؤكدا أن “وراء حادثة موته بلدان وشخصيات استفادوا من اختفائه”.قال محيي الدين عميمور، خلال افتتاح فعاليات الطبعة السابعة للملتقى الوطني حول حياة الرئيس هواري بومدين، المنظم من قبل جمعية الوئام للبلدية التي تحمل اسمه، إن هذه الرسالة الموجهة للشباب من أجل الاهتمام بالشخصيات المرجعية، مفادها البحث في الخلفيات والارتباط بالمرجعيات التي يعد إهمالها أول خطوات تخريب الأمة، خاصة أن مرحلة استعراض تاريخ حياة الرئيس قاربت على الانتهاء بالاختفاء المتواصل للرجال الذين عرفوه وعايشوه. وأضاف عميمور “وراء وفاة بومدين الصاعقة دول وأشخاص استفادوا من اختفائه”، وطالب بالبحث في خبايا هذه “الجريمة” التي حملت مخاطر تهدد وحدة الأمة. وذكر عميمور في مداخلته أن هذه المحاولات الإجرامية بدت إثر وفاة الرئيس بومدين بمحاولة التعتيم عليه شخصيا، حتى وصل الأمر ليكون مجرد اسم قد يذكره البعض في جلسة عابرة، واستدل على ذلك بجهود الإعلامي مدني عامر التي قام بها منذ أكثر من ثلاثين سنة لإعداد حصته “على آثار بومدين” ومنذ ذلك الحين، قال المتحدث ذاته، “لم يصنع فيلم عنه”. واعتبر عميمور أن بومدين قام بما عليه، وكان أحسن مثال على ذلك حنكته التي تظهر في تأميم المحروقات بشكل جزئي، بعد أن استفاد من درس الرئيس الإيراني “مصدق” وحتى لا يوقع البلاد في مجاعة وحصار، فعمد إلى تأميم نسبة 51 بالمائة، وليكسب من ناحية أخرى علاقات طيبة مع الشركات والدول البترولية، معتبرا أن بومدين كان يقرأ التاريخ بشكل رهيب يجعلنا نحن نخاف منه. من جهته، تحدث الدكتور مصطفى بوطورة عن البعد الاقتصادي “البومديني” من خلال سلسلة من الإجراءات التي قام بها الرئيس، منها خاصة عملية تأميم المحروقات الجزئي، وما أثارته من ردود فعل سياسية وإعلامية حينها، ووصف البترول الجزائري بأنه “أحمر” بلون الشهداء، كما تحدث عن دوره في مجموعة السبعة والسبعين وانبثاق ميثاق الجزائر عنها واستضافة القمة الرابعة لدول عدم الانحياز، التي تعتبر لليوم من أنجح القمم بإضافة البعد الاقتصادي لها، والأهم هو دعوة الجزائر لعقد دورة طارئة للأمم المتحدة للحديث عن النظام الاقتصادي الدولي الجديد، والخطاب الشهير للرئيس بومدين خلالها، والذي قال عنه بوطورة بأنه يكتشف لليوم أهميته، حيث قدم فيه تشخيصا وخريطة طريق.أما الإعلامي مدني عامر، فقد تحدث عن موقف الجزائر من خلال شخص الرئيس هواري بومدين، بمطالبته بتغيير النظام الاقتصادي العالمي باعتبار الجزائر طرفا فيه. واعتبر عامر مطلب الرئيس “مبكرا” و”مربكا” للسياسة الغربية التي بنت اقتصادها منذ قرن من الزمن على نظم إقطاعية، في حين أن الجزائر البلد الفتي تريد تغيير النظام الكوني وتحقيق العدالة الاقتصادية العالمية. وساق مدني عامر شهادات لشخصيات عرفها عن قرب وهي بدورها عرفت الرئيس، منهم ياسر عرفات الذي قال له بومدين “عملي لعمار يا أبا عمار” أي للأجيال القادمة، وهو موقف ثابت إزاء فلسطين منظمة التحرير.*
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات