38serv
استفاق سكان زرالدة، غربي العاصمة، صباح أمس، على محرقة بالمركب السياحي، الشاطئ الأزرق، لقي فيها 7 أشخاص مصرعهم حرقا واختناقا، بينهم 5 رجال وامرأتين، كانوا متواجدين داخل خيمة في ملهى بطريقة غير قانونية، إثر اقتحام ثلاثة شبان المكان، أضرموا النار بقذف ألعاب نارية و”سينيال”، في محاولة منهم للانتقام من أحد العمال كان قد دخل معهم في عراك قبل ثلاثة أيام، يروي شهود عيان حضروا الوقائع.ثلاثة شبان حاولوا الانتقام من عامل بعد خلاف بينهمفي تصريح مقتضب، قال قائد كتيبة الدرك الوطني بزرالدة، الرائد مخاليف سمير، إن وحدته تلقت مكالمة هاتفية من الرقم الأخضر، أبلغتهم عن وجود اعتداء على فضاء مستغل كملهى داخل المركب، بإضرام النار فيه بإطلاق قذائف مشتعلة، مما أدى إلى نشوب النار وانتشار ألسنة اللهب، ومحاصرة كل من كان بالداخل، ولم يتمكنوا من النجاة، مما أدى إلى وفاتهم اختناقا، مضيفا أنه تم تحديد هوية ثلاثة معتدين، فيما لم يتم الكشف عن سبب الشجار الذي أدى بالمعتدين لإطلاق ألعاب نارية على إحدى الغرف بالملهى، أين لقي الضحايا مصرعهم.محاولة إنقاذ فاشلةالتهمت ألسنة اللهب كل شيء وحوّلت كل شيء إلى رماد، وبصعوبة بالغة تمكّن الصحفيون من دخول الفندق، نظرا للطوق الذي فرضه أعوان الحراسة بالفندق، لمنع أي كان الاقتراب من مسرح الوقائع، مما جعل الصحفيين يصرون على تغطية الحدث والإطلاع على خلفياته. وتم السماح لنا بالدخول، وهناك روى “س.ع” شاهد عيان عايش الوقائع منذ البداية، قائلا سمعت الصراخ وتعالت أصوات مفرقعات والفوضى بالقرب من إقامتي بالمركب فهرعت إلى مصدره، ووجدت المبنى المستغل كملهى ليلي تلتهمه النيران، وبداخله أشخاص عالقين، يصيحون طالبين النجدة بعدما حاصرتهم ألسنة اللهب، هنا اتصلت بالحماية المدنية، وسارعت بإحضار معول حديدي وشرعت رفقة بعض المقيمين في حفر ثقب بالحائط الإسمنتي لانتشال الضحايا الذين كانوا يصيحون طلبا للإغاثة.سكرات الموت“انخفض صياح الضحايا بشكل تدريجي ولم يعودوا قادرين على طلب النجدة والكلام، باستثناء أصوات زفير وآهات تخرج عبر نافذة في أعلى المبنى، فأدركت حينها أنهم في سكرات الموت، والأمل في إنقاذهم قد تلاشى، خاصة بعد أن خيّم الدخان داخل المبنى، وأن استحداث ثقب بالجدار أضحى مستحيلا، رغم وصول عناصر الحماية المدنية فورا والشروع في إخماد الحريق. وأضاف المتحدث، أن الشباب اقتحموا المكان في حدود الساعة الثانية من صباح أمس، على أساس أنهم جاؤوا ليقضوا وقتا داخل الملهى، في حين أنه كان في نيتهم الانتقام من الأشخاص الذين تشاجروا معهم قبل يومين أو ثلاثة، وهو ما تفطّن له أحد القائمين على الملهى، واتصل بزملائه بالداخل ليبلغهم بالأمر وبنوايا هؤلاء الشباب، آمرا إياهم بغلق المدخل الرئيسي للمبنى والنوافذ الجانبية.وعن الأسباب التي تقف وراء المجزرة، أجمع شهود بأن عراك نشب، أول أمس، بين شابين أرادا دخول الملهى ورفض أعوان الحراسة استقبالهما، لتتسارع الأحداث وتتطور إلى شجار استعملت فيه الأسلحة البيضاء جرح خلالها واحد من المتشاجرين، ولم يتوقف الأمر إلى هنا وإنما استعان الشابان بأصدقاء لهما من الخارج وهاجموا الفندق بعد يومين للانتقام من أعوان الحراسة.مسرح الجريمةيواصل محدثنا قائلا “لجأ الشباب أمام هذه الوضعية إلى قذف الألعاب النارية داخل بهو تلك الخيمة، قصد إضرام النار بداخلها انتقاما، وما هي إلا لحظات حتى اشتعلت النيران وراحت تلتهم الأقمشة والمواد التي تزيّن المكان، مما أدى إلى انتشار كثيف للدخان ومحاصرة كل من كان بالداخل في زاوية بدون منافذ، وفشلوا في مغادرة المكان كون الحريق حاصرهم، وكل الأبواب كانت مغلقة. التف المقيمون والعمال حول رجال الدرك المنهمكين في جمع الأدلة ومعاينة مسرح الوقائع، وعلى حين غفلة كسر أحدهم الهدوء صارخا “الكل يعلم أن هذه المنطقة مرتعا للسكارى والمنحرفين، ومسرحا للمعارك الطاحنة على مرآى من السلطات، بل هناك مسؤولون يترددون عليها برفقة فتيات”، وفي المكان كانت عاملات تذرفن الدموع حزنا على زميلة تعمل بالمطبخ نهارا، وآخر يعمل كنادل ليلا لتحصيل مصروف يومه يدعى نسيم. ب”. وسادت حالة الصدمة وسط ذهول المواطنين والسكان، الذين تجمعوا في محيط المركب ينتظرون نتائج التحقيق الذي تقوم به الشرطة العلمية التابعة للدرك الوطني. وكانت مصالح الحماية المدنية قد أرسلت 7 شاحنات و10 سيارات إسعاف، وتم إخماد الحريق في حدود الساعة الثالثة صباحا و50 دقيقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات