"الجوائز ليست حاكما على التجربة الروائية"

38serv

+ -

قال الروائي والناقد الدكتور ليامين بن تومي: ”كلما أطلقت القائمة الطويلة لجائزة البوكر وفشلت الرواية الجزائرية في التمثيل إلا كثر اللوم وسارع البعض نحو الطعن في الرواية الجزائرية، وكأن جائزة البوكر هي المعيار الحقيقي لتقييم تجربة الكتابة الروائية الجزائرية، وكل هذا التهويل لا يمكنه أن يدفع الأسباب الحقيقية لتخلف الرواية الجزائرية عن محافل الفوز”.أوضح ليامين بن تومي، أنه يجب أن ”نكف عن الطعن في مقدرات الرواية الجزائرية والكف عن التهييج الذي ليس له مبرر اتيقي ولا علمي، علينا أن نحتفي بالرواية لا أن نُسوِّقَ لنقد تهويلي للتجربة ككل، كيف ننجح ونحن ننتقد بعضنا البعض بشكل مرض تتخلله أسباب الغيرة والحقد، إن المشكل البنيوي أن الروائي الجزائري مريض وغير سليم من ناحية اعترافه لزميله بالتفوق”، وأضاف: ”كيف نحكم على الرواية الجزائريةبالفشل داخل المركزية المشرقية، منذ متى اعترف المشارقة أصلا للمغاربة بالتفوق، كم هي النماذج الذي تم الاعتراف بها، إنها أقلام تعد على رؤوس الأصابع، أقلام استطاعت أن تنحت طريقها لما تم الترويج لها بأقلام مشرقية لأنها أقامت رأسا بالمشرق، إن مسألة تخلف الرواية الجزائرية لا علاقة له بمستوى الكتابة، ونحن لنا نماذج كثيرة لتفوق هذه الرواية ليس بالمشرق فقط  بل في العالم بأسره”.واعتبر بن تومي، أن المسألة الجوهرية في تخلف الرواية الجزائرية وبموضوعية، على حد قوله، يكمن في ميكانيزم الجائزة ذاته، وقال: ”مع أنني لا أعتبر أن الجوائز يمكنها أن تعطي نظرة موضوعية عن حقيقة الرواية في بلد ما، لأن كثيرا من الروايات المشرقية  التي فازت أصلا بالجائزة دون مستوى ما يكتب في بلدنا بكثير، لا ينبغي أن أقدح في تجربة الرواية الجزائرية لأكون موضوعيا، كما لا يمكننا أن نسكت عن الغث الذي بات يشكّل مساحة الكتابة الروائية في البلد”، وأضاف: ”إن الجوائز تخضع لمعايير كثيرة تخرج في كثير من الأحيان عن التقييم الأدبي الصرف، فكلما كانت الجائزة مستقلة ونزيهة أمكنها أن تكشف عن تجارب أكثر عمقا وريادة. وعلينا كجزائريين أن نبني تجربتنا بعيدا عن التعلق بالجوائز لتقييم الكتابة الكبيرة، علينا أن نعتز بكتابنا لا أن نوقع بهم اللوم، وأن نكف عن تلك الصراعات الدونكيشوتية بين الأجيال الكاتبة، علينا أن نتجانس لأن التراكم وحده هو من يخرج قامات إبداعية كبيرة وحقيقية وليست الجوائز التي تحكمها في الغالب معايير  إيديولوجية وسياسية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: