38serv
وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، رفع العقوبات الغربية المتصلة ببرنامج طهران النووي بأنه ”صفحة ذهبية في تاريخ إيران”، خلال تقديمه مسودة الميزانية، وأنه يمثل ”نقطة تحول بالنسبة للاقتصاد الإيراني”، إذ يتوقع البنك المركزي الإيراني استعادة نحو ثلاثين مليار دولار مجمدة حول العالم، أما وزارة الخزانة الأمريكية فتقدر الرقم بخمسين مليار دولار، وهناك تقديرات أخرى بـ100 مليار دولار. سجلت المؤشرات الخليجية خلال جلسة، أمس، خسائر حادة، وتراجعت أسعار النفط لمستويات دون الـ29 دولارا للبرميل، وهوى مؤشر السوق السعودي بنسبة 7.5%..وأكدت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، أن إيران التزمت ببنود الاتفاق النووي الموقع مع الغرب، معلنة بدء رفع الحظر المفروض على إيران والمتعلق ببرنامجها النووي. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن إيران التزمت ببنود الاتفاق النووي الموقع مع الغرب، وأن الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية دخل حيز التنفيذ، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي قرر رفع الحظر عن إيران.وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أصدر أمرا تنفيذيا برفع الحظر الأمريكي المتعلق بالبرنامج النووي عن إيران، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن واشنطن رفعت الحظر عن إيران، وأن طهران اتخذت خطوات كبرى، وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحققت من التزام إيران بالاتفاق النووي. لكن ورغم أن الولايات المتحدة خففت عقوباتها على إيران، فإنها ستبقي عقوبات واسعة النطاق تتعلق بالإرهاب، وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية، وسجل حقوق الإنسان في إيران.وغداة رفع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عن إيران، تراجعت عدة بورصات خليجية بشكل حاد، بما فيها بورصة السعودية وبورصة دبي، وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي المالي، وكذا سوق الأسهم في قطر، وسوق مسقط، وسوق البحرين.على نفس الصعيد، يرى صندوق النقد الدولي أن إيران قد تستطيع تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 5% بين عامي 2016-2017، ويقول روحاني إن بلاده بحاجة لاستثمارات أجنبية تتراوح بين ثلاثين وخمسين مليار دولار كي تصل إلى معدل نمو سنوي يبلغ 8%، أما فيما يتعلق بالتجارة، فتستطيع إيران توفير نحو 15 مليار دولار سنويا، حسب النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جاهنجيري، كما قال نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسن زماني، أمس، إن بلاده ستزيد صادراتها بمقدار 500 ألف برميل يوميا فور رفع العقوبات، إذ قد تعمد إيران إلى منافسة منتجين آخرين في السوق، رغم وجود تخمة نفطية أدت إلى خسارة برميل النفط أكثر من 70% من قيمته السوقية خلال عام ونصف العام، وتنتظر إيران انتعاش صناعة الغاز بعد أن تأخرت سنوات بسبب العقوبات التي حجبت التكنولوجيا.وتخلت الولايات المتحدة عن العقوبات التي تمنع الشركات غير الأمريكية من التعامل مع إيران، بما في ذلك شراء النفط الإيراني، والتعامل مع العديد من البنوك الإيرانية وقطاع النقل، وستشهد تلك الشركات رفع القيود القانونية على تصدير طائرات الركاب التجارية، واستيراد بعض السلع الإيرانية، لكن لا يزال يتعين عليها مواجهة العديد من القيود في ظل عقوبات أخرى.تنفيذ الاتفاق النووي نصر للدبلوماسية الإيرانيةمن جهة أخرى، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن إيقاف مفعول قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، سيؤدي إلى تطبيع الوضع حول طهران بشكل نهائي، معلنة أنه تم نقل اليورانيوم المخصب بالكامل من إيران إلى روسيا بموجب الاتفاقية النووية.وقال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إن دخول الاتفاق النووي حيّز التنفيذ يعني أن ”الوقت حان للتعاون بين الدول المسلمة ضد التطرف”. وأشار إلى أن الدول الست (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بذلت جهوداً للتوصل للاتفاق النووي، لافتاً إلى أنه ”عليها ألا تضيّع ذلك سدى من خلال تحركات غير مدروسة”.واعتبر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران ”نصرا تاريخيا للدبلوماسية”، فيما أشاد نظيره الفرنسي فابيوس بتطبيق الاتفاق، وأضاف أنه ”في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحديات ضخمة وتوترات شديدة، آمل أن تسود روح التعاون التي ميزت إبرام الاتفاق، أيضا كافة التحديات الإقليمية”، في إشارة ضمنية للنزاعات في سوريا واليمن والعراق. وأشاد وزير الخارجية البريطاني هامند ببدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات عن طهران.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات