38serv
“الإنسان ابن بيئته”، هو المثل الذي جعلته الحاجة حفصية بارة صاحبة الـ80 سنة، عنوانا لحياتها، بعد أن قضت من هذه السنوات 74 سنة، بين مزرعتها غُدوًا ورواحا بمشاتي ثنية العابد الواقعة بقلب جبال عاصمة الأوراس، أي بعد ست سنوات فقط من ميلادها، وهي السنوات التي فقدت خلالها والدتها.الحاجة حفصية أدركت تمام الإدراك مدلول الكلام القائل “لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع”، إذ تذكر أنها لا تأكل سوى مما تقوم بإنتاجه في مزرعتها من مختلف الخُضار والثمار، وذلك بمساعدة والدها، فقد لقنّها في هذه الفترة جميع دروس مهنة الزراعة والفلاحة ورعي المواشي من أجل سد لقمة العيش بسبب الحصار الاستعماري المفروض في تلك الحقبة السوداء، لتتخرج من متفوقات هذه المدرسة لسنين طويلة.تطليق الجدة حفصية لقفص العزوبية لم يمنعها من تطليق فلاحة الأرض أبدا، لأن اشتغال زوجها في تدريس القرآن لطيلة 40 سنة لم يمنعه بتاتا من مساعدة زوجته حفصية في شؤون الأرض ورغم بلوغها سن الثمانين، لا زالت الحاجة حفصية، تنهض كل صبح للصلاة وإعداد الفطور لتتجه مباشرة بقطيعها إلى المزرعة حيث تقضي هناك يومها الدسم بالنشاط الفلاحي والرعوي ولا تعود إلى منزلها سوى دقائق قبل أذان المغرب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات