38serv

+ -

ناقشت ندوة “الخبر”، أمس الأول، ظاهرة فن الشارع التي صنعت الحدث في الجزائر مؤخرا، وذلك بعد أن تم توقيف المغني الشاب موح فيتا بتهمة “الغناء في الشارع دون رخصة”. وقد حضر المغني موح فيتا إلى “الخبر” لمناقشة الموضوع، وذلك بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب الذين قدموا آراءهم وفسروا دوافع تضامنهم المطلق مع موح فيتا. كما تحدث ضيوف “الخبر”، كل من الشاب كمال حاجي من فرقة “الفوضى الجميلة”، والمغني أشونيغ محمد من فرقة “كوكتال بلادي”، والممثل عماد بن شني، والممثلة إيمان نوال، عن حقوق الفنان الجزائري ومفهوم حرية الإبداع. قالت الممثلة الجزائرية إيمان نوال، إنها تعرفت على موح فيتا عن طريق الصدفة، بعد أن سمعت بأن هناك فنانا جزائريا مستقلا كان يغني في الشوارع، وتعرض للاعتقال من طرف رجال الأمن؛ لأنه “لم يكن يحمل رخصة للعزف في الشارع”..تسلم الرخصة خطوة جيدة.. ولكنها غير كاملة اعتبرت الممثلة إيمان نوال أنها تحركت للدفاع عن موح، لأنها آمنت بحق الفنان في الغناء في الشارع. كما أوضحت أن هذا النوع من النشاط معروف عالميا، ويندرج تحت تصنيف “فن الشارع”، وانتقدت الطريقة التي تم التعامل بها مع “موح فيتا”، موضحة: “لسنا ضد تطبيق القانون على الجميع، ولكن الطريقة لم تكن سليمة في التعامل مع عازف مسالم”.ودعت إيمان نوال الفنانين الجزائريين الشباب إلى الاجتماع والالتقاء مرتين في الشهر، من أجل الغناء وتبادل الأفكار، وطرح انشغالاتهم الفنية، ووصفت “الرخصة التي استلمها موح فيتا من المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر وسط”، بـ”الخطوة الإيجابية، ولكنها تحتاج إلى أن تكون رخصة على مستوى الولاية، وليس فقط لشارع واحد”. وقالت في هذا الإطار: إن نقص الاهتمام بحرية الإبداع ومعاناة الفنان الجزائري يجب أن يكونا العامل المشترك بين الفنانين، مشيرة إلى أن “حرية الإبداع تفتك بالإصرار على العمل ولا يجب أن ينتظر الفنان أن يمنحه المسؤولون الحرية”.الحرية مسؤولية وبطاقة الفنان لا يجب أن تمنح لـ “كل من هب ودب”أكد الممثل عماد بن شني على ضرورة تضامن الفنانين مع بعضهم بعضا، مشيرا إلى أن حادثة موح فيتا ما هي إلا “قطرة من فيض بحر”، من العديد من المشاكل التي يعانيها الفنان الجزائري، وشدّد على ضرورة منح الممثلين والموسيقيين والمغنين، وغيرهم من الفنانين الشباب، فرصة للتكوين من أجل حمل مشعل الإبداع الجزائري، الذي يبقى “عماد المجتمع وغذاء روح الشعوب”. وتحدث عماد بن شني الذي يخوض أيضا تجربة الإخراج من خلال برنامج “ألو وي” على قناة “الخبر”، عن واجب الفنان تجاه المجتمع، مشيرا إلى أن الحرية الإبداع لا تعني “كسر القوانين”، كما قال: “الفنان حر، ولكن الحرية مسؤولية”، ودعا إلى ضرورة أن يتحلى الفنان بالمسؤولية تجاه المجتمع ووطنه قبل كل شيء. واعتبر عماد بن شنى أن ما وقع لموح فيتا، كان يمكن أن يقع لأي فنان آخر، وكان ممكنا أن يمر الحادث دون أي ردة فعل حقيقية، لولا وجود مواقع التواصل الاجتماعي، التي تبنت القضية ودفعت إلى تضامن الفنانين الشباب مع بعض في مشهد لأول مرة تعيشه الساحة الفنية الجزائرية، وقال عماد في هذا الإطار: إن الأجيال الجديدة أكثر تضامنا فيما بينها عندما يتعلق الأمر بـ “الحقرة والظلم”، وأشار إلى أن مشكلة الساحة الفنية اليوم هي “الدخلاء”، ما جعل المجتمع لا يحترم الفن ولا يحترم الإبداع الحقيقي.وحسب عماد بن شني، فإن هذه الخطوة التي بدأت بقضية موح فيتا يجب أن تطرق أبواب “تحديد مفهوم الفنان الجزائري الحقيقي عبر ضبط عملية منح بطاقة الفنان التي باتت تمنح لكل من هب ودب”، حسب الممثل عماد بن شني.الحديث عن واقع الفن الجزائري “محزن”قال العازف الشاب كمال حاجي إن “الجزائر بلد الفنانين وليس الفن”، مشيرا إلى أن الساحة الفنية في الجزائر بحاجة إلى مزيد من التنظيم والقوانين التي تمنح الممثل والمغني الجزائري حقوقه المادية والمعنوية، وقال كمال حاجي: “من المحزن الحديث عن واقع الفن في الجزائر”، وأضاف في معرض تحليله لوضعية الفن والفنانين في الجزائر: “الممثل أو المغني اليوم بات ملزما بقبول أداء أدوار أقل من إمكانياته وموهبته من أجل لقمة العيش”.ذكر الفنان الشاب كمال حاجي الذي توارث الفن أبا عن جد، بعد أن التحق بفرقة “الفوضى الجميلة”، رفقة أخويه اللذان أسسا الفرقة سنة 2005 متأثرين بمسار والدهم العازف والموسيقى، وقال: إن الفنان الجزائري كان مستقلا، فقد أنجبت الجزائر عمالقة في الموسيقى من العنقى والهاشمي قروابي في طابع الغناء الشعبي، وفرقة “تركش بلاد” لياسين ومالك وما قدماه من فن وإبداع وصل إلى العالمية، فالشارع عبارة عن “كاستينغ حقيقي للفنان”.شعرت بالتهديد عندما سمعت بخبر “توقيف موح فيتا”حسب المغني أشونيغ محمد، فإن وظيفة الفنان في المجتمع هي أكبر من أن تقتصر على تقديم التسلية والمتعة، كما يعتقد كثير من الناس، مشيرا إلى أن الفنان يحمل رسالة ويضحي بالكثير من أجلها، ولكنه في النهاية لا يجد الاحترام الذي يستحقه، خصوصا في الجزائر، وضرب أشونيغ محمد مثلا بحادثة سابقة وقعت له في مجال الغناء، فقد قرر قبل نحو سنتين عدم الغناء في قاعة “سيراميسترا”، بعد أن رفضت إدارة القاعة السماح لفرقته بتقديم ثلاث أغاني، بحجة أنها أغاني سياسية وتحرض الجماهير، وهي “بابا غايو” التي تناولت موضوع العهدة الرابعة، وأغنية “دزاير باختصار” التي تناولت الأوضاع الاجتماعية العامة في الجزائر بطريقة نقدية.كما أوضح أشونيغ محمد الذي يغني ويكتب كلمات أغاني الفرقة التي كان يعمل معها، قبل أن تتوقف ويتفرق أعضاؤها هذا العام، وذلك لصعوبة الحياة الفنية في الجزائر، أوضح أن “حرية الفنان هي أهم وأغلى شيء”، وأضاف: “أرفض الغناء بقيود، من حق الفنان أن يدافع عن آرائه وأفكاره، سواء بالموسيقى أو الكلمات أو الرسم، وغيرها من الفنون”، فالفن حسب أشونيغ محمد: “راحة المبدع النفسية وحياته”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات