38serv
روى ابن حاتم رحمه الله أنّ عراك بن مالك رضي الله عنه كان إذا صَلّى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: “اللّهمّ إنّي أجَبتُ دعوتَك وصلّيتُ فريضتك وانتشرتُ كما أمرتني، فارْزُقني من فضلك وأنتَ خير الرّازقين”. وهذه الصورة تمثّل لنا كيف كان يؤخذ الأمر جدًّا في بساطة تامة، فهو أمر للتّنفيذ فور سماعه بحرفيته وبحقيقته كذلك.وإذا كان الإسلام قد حثّ على السّعي في طلب الرّزق وتحصيل المال فإنّه نَهى عن تحصيله بالطرق الّتي تضرّ بالغير والّتي تستغل حاجة الضعيف المحتاج، فنهى عن الرّبا والغش ونهى عن التجارة في المحرّمات وفي كلّ ما يضرّ بالجسم ويفسد العقل كالخمر والخنزير والميسر وكلّ ما يفسد الأخلاق ويعبث بالإنسانية. كما نهى الإسلام عن الرّشوة الّتي تذهب بالحقوق والكفايات وفي ذلك يقول جلّ ذِكره: {وَلاَ تَأكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة:188. ذكر الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: “قال عليّ بن أبي طلحة وعن ابن عبّاس رضوان الله على الصّحابة أجمعين: هذا في الرّجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بيّنة فيجحد المال ويخاصم إلى الحكام، وهو يعرف أنّ الحقّ عليه وهو يعلم أنّه آثم آكل الحرام. وكذا روى عن مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وقتادة والسدي ومقاتل بن حيّان وعبد الرّحمان بن أسلم أنّهم قالوا: “لا تخاصم وأنت تعلم أنّك ظالم”، وقد ورد في الصّحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنّما أنا بشر وإنّما يأتيني الخصم فلعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض فأقضي له فمَن قضيتُ له بحقّ مسلم فإنّما هي قطعة من نار فليحملها أو ليذرها”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات