"بعد أن كانت حكرا على كبار السن.. أمراض القلب تمس الشباب"

 في حديثه عن أمراض القلب، أوضح البروفيسور محمد الأمين نوّار، رئيس مصلحة جراحة القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أنه في الوقت الذي كانت أمراض القلب حكرا على كبار السن ومن تجاوز الـ50 سنة، باتت تمس في السنوات الأخيرة من لم تتجاوز أعمارهم الـ30 عاما، مرجعا السبب إلى نظام العيش غير الصحي الذي يعتمده الجزائري وانتشار التدخين بين الشباب، متطرقا إلى كل الأسباب في الحوار التالي..هل لنا أن نعرف أمراض القلب الشائعة عند الجزائريين وما أسبابها؟ يجب أن تعلموا أن أمراض القلب نوعان: الأول يمس صمامات القلب، والثاني يمس شرايين القلب، وقد باتت أمراض الشرايين الأكثر انتشارا في الـ15 سنة الأخيرة، والسبب راجع بطبيعة الحال إلى عدة عوامل، يتصدرها نوعية العيش التي بات يعتمدها الجزائري.ماذا تقصدون بنوعية العيش؟أقصد به نوعية الحياة، بدءا من الأكل غير الصحي، فقد بتنا نأكل أي شيء والدهون، على وجه خاص، وهو ما يؤدي إلى انسداد شرايين القلب، إذ أن الاستهلاك المفرط للمأكولات الدسمة ولفترة طويلة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول والشحوم، ما يتسبب في ضيق الشرايين تدريجيا، زيادة على عدم ممارسة أي نشاط رياضي والتخلي عن المشي والاستهلاك الواسع للسجائر... كل هذه الأسباب تساهم في التعجيل بالإصابة بأمراض القلب، التي كانت منتشرة قبل سنوات بالدول الغنية، في حين كنا نحن نعاني أمراض الدول الفقيرة، لتنقلب الآية، فقد تخلت الدول المتقدمة عن هذا النمط من العيش، واعتمدت نمطا صحيا ركزت فيه على الخضر والفواكه، ومنعت التدخين، واعتمدنا نحن نمطا جلب لنا أمراض الدول الغنية، إذ انتشر التدخين المبكر لدى الجنسين، رغم أضراره، لأن مادة النيكوتين التي تتشكّل على جدران شرايين القلب تؤدي إلى ضيقها أو انسدادها، ما يؤدي إلى وقوع السكتة القلبية.وأين يكمن الحل حسبكم؟ في التخلي طبعا عن أسلوب الحياة الذي يعيشه الجزائري اليوم، باعتماد الأكل الصحي المكون أساس من الخضر والفواكه، والامتناع عن التدخين مع ممارسة الرياضة، وهنا أفتح القوس لأؤكد على أنه إذا لم يغير الجزائريون نمط حياتهم اليومية باعتماد نظام غذاء سليم وممارسة الرياضة، مع الكف عن التدخين، سنكون خلال السنوات المقبلة من بين الدول المعرض سكانها لأكبر إصابة بأمراض القلب التي باتت تحتل صدارة الأمراض المؤدية إلى الموت.