38serv
يفضّل الكثير من المجرمين، تقمّص أدوار شخصيات عالمية واستعارة أسماء من باب الحصول على “الشهرة” المحلية والوطنية، باستخدام أسماء تشبه أسماء الحيوانات وممثلي السينما، إضافة إلى اقتران أسماء بعض المجرمين بالمدينة والمنطقة التي ينحدر منها، على غرار اسم كعبور، النش، الراندو، المجاعة، الدولة، قرنيط، الروجي، الروسي وبلال الجيجلي والفهد الوردي وكازانوفا وغيرها من الأسماء المستعارة التي داع صيتها، وتركت بصمتها في الكثير من عمليات الاحتيال والاعتداء والسطو والقتل.
❊ من بين الأسماء المستعارة التي رسّخ اسمه في محاضر مختلف الأجهزة الأمنية وأخذ مساحات على صفحات الجرائد المحلية والوطنية، وأصبح يحسب له ألف حساب في عالم الإجرام بمدينة عنابة، اختار لنفسه اسم “بلال الجيجلي” كناية عن المنطقة التي ينحدر منها ولاية جيجل الساحلية، حيث استطاع هذا الشاب الصغير الذي لا يتجاوز عمره 25 سنة، ذو البنية الجسدية النحيفة، من “تدويخ” مختلف الأجهزة الأمنية لسنوات طويلة، استدعى إصدار 20 حكما غيابيا في حقه، منها الحكم عليه بالمؤبد في جريمة المشاركة في القتل، وأحكام أخرى تراوحت بين سنتين و20 سنة، معظمها متعلقة بجرائم تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية، والمتاجرة بالمخدرات والسرقة والاعتداء، مكّنته من سلب الحلي والسيارات من الضحايا، من بينهم إطارات في الأمن والمؤسسات العمومية. ويعرف على بلال الجيجلي، أنه كان يجنّد شباب حيه تحت التهديد بالقتل، من أجل حمايته وحراسة حي واد النيل الذي يقطن فيه، من توغل مصالح الأمن للقبض عليه، حيث كان يمنح لهم هواتف نقالة وبطاقات تعبئة وأموالا للقيام بذلك، ومعظمها عائدات السرقات التي كان يوزعها على فقراء حيه ويتبرع ببعض من المال على الجمعيات.توقيف بلال الجيجلي الذي زرع الرعب في المدينة، تم بعد رحلة فرار من قبضة الأمن دامت قرابة 06 سنوات، تم خلالها إصدار أوامر بالقبض صادرة عن محاكم عبر الوطن لارتكابه العشرات من الجرائم باستخدام الأسلحة، راح ضحيتها نساء ورجال ومسؤولون نافذون، جراء اعتماده رفقة مساعديه على وضع “الحواجز المزيّفة” على مستوى الطريق الرابط بين عنابة وبرحال. الأسماء المستعارة للمجرمين لم تتوقف عن أسماء لها علاقة بالمنشأ، بل تعدت في بعض الأحيان إلى استخدام أسماء لشخصيات تاريخية وأسطورية وسينمائية مشهورة، على غرار إطلاق لقب “كازانوفا” على شاب لا يتجاوز عمره 33 سنة، استطاع بذكائه الغرامي من استمالة العديد من الفتيات العازبات والمطلقات للإيقاع بهن في غرامه بهدف النصب والاحتيال عليهن، بسلبه أموالهن، إلا أنّ تقدم بعضهن بشكوى إلى الشرطة، أفشل عليه خطته للإيقاع بضحايا آخرين تعرضن لعمليات نصب واحتيال من طرف المشتبه فيه، الذي كان يوهم ضحاياه بأنه من عائلة مرموقة ويشتغل في منصب حساس في الدولة، مما سهّل عليه الاستيلاء على أموالهم ومصوغاتهم بحجة أنه يحتاج إلى بعض المال “كسلفية” لاستخدامهم في مشاريع خاصة.وكان المشتبه فيه، الذي كان يشتغل كموظف بالبنك الوطني الجزائري بوكالة تقع وسط مدينة عنابة، ينصب على بعضهن باستغلال حسابات التواصل الاجتماعي”فايسبوك” التي كان يستخدمها للنصب على ضحاياه. وقد سبق لقاضية بعنابة، أن استوقفت جلستها لفترة لكي تنبّه ضباط الشرطة والمحامين، بضرورة التوقف عن استخدام الألقاب والأسماء المستعارة عند تحرير المحاضر الرسمية عند سماع هؤلاء المجرمين، حيث تساءلت كيف لها أن تحاكم شخصا يلقب باسم “ النش” والروجي وغيرها من الأسماء.قدور الذيبة والجابوني في سجلات شرطة تيبازةوفي ولاية تيبازة، عالجت مصالح الأمن خلال السنوات الماضية، عدة قضايا مرتبطة بعصابات يقودها مسبوقون اشتهروا بكنيات لتتميز عصاباتهم عن أخرى، وقد عرفت سنة 2015 معالجة عدة قضايا في هذا الإطار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات