38serv
في حديثه عن وضعية داء السكري بالجزائر أكد الدكتور سمير عويش، رئيس وحدة الاستشفاء الخاصة بالنساء بمصلحة أمراض السكري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن 7 بالمائة من الجزائريين يعانون من النوع الثاني لداء السكري، أو ما يمثل 3 ملايين مصاب، مشيرا إلى أن 50 بالمائة من العدد المشار إليه غير مشخّصين، أي يجهلون إصابتهم، ليؤكد على أهمية التشخيص والوقاية في الحوار التالي.تحدثتم عن أهمية تشخيص داء السكري، فهل لنا أن نعرف من هي الفئات المعنية بالتشخيص أم أنه شامل؟ وما مدى تجاوبهم مع العملية؟ طبعا لا، فتشخيص داء السكري يخص فئة معينة من بينهم من تجاوزا الـ40 سنة وكذا من يعانون من ارتفاع في نسبة الدهون الثلاثية “التريغليسيريد” وكذا من ارتفاع الضغط الشرياني، ناهيك عن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمرأة الحامل التي تنجب أطفالا بدينين، كل هؤلاء يجب إخضاعهم لتحاليل بغرض تشخيص داء السكري لديه، لكن الملاحظ عندنا بطبيعة الحال هو عدم الاهتمام بتشخيص السكري لدى نسبة من الفئات المذكورة رغم أن الأمر يتعلق بصحتهم، وهو ما جعل الآثار وخيمة بدليل أن 50 بالمائة من مرضى السكري غير مشخصّين عندنا.ذكرتم أهمية العامل الوراثي في إصابات السكري، فإلى أي مدى تمتد نسبة تأثيره؟ يجب أن يفهم القارئ بأن هناك عاملين لانتشار داء السكري، وأولهما العامل الوراثي الذي يلعب دورا كبيرا في إمكانية حدوث الإصابات، حيث إن خطر الإصابة بالداء يتراوح بين 30 و50 بالمائة وسط العائلات التي تحصي شخصا أو اثنين من أفرادها مصابين بالداء، بينما يشمل العامل الثاني المحيط الذي يحيا ضمنه الإنسان، فإن كان محيطا صحيا يمارس أصحابه الرياضة ويأكلون أغذية صحية بعيدا عن عادات الأكل السيئة، بإمكانهم أن يتقوا إصابات السكري.أين نحن من هذا التموقع وكيف يمكن إنقاذ الموقف؟بعيدون طبعا كل البعد عن مقاييس الصحة العالمية، يجب أن نعلم أن تغير نمط العيش عند الجزائري زاد من تفاقم داء السكري وانتشاره، فاعتماده على الأكل الدسم و«سندويتشات الشوارمة” والمشروبات الغازية والابتعاد عن ريجيم البحر الأبيض المتوسط القائم على الخضر والفواكه، ناهيك عن هجره المشي واعتماده الكلي على التنقل بالسيارة ونقص ممارسة الرياضة إن لم نقل انعدامها عند الكثيرين أدى إلى انتشار السمنة وغيرها من الأمراض المرافقة، كل هذه الأسباب إلى جانب شيخوخة المجتمع أدت إلى الانتشار الكبير لداء السكري وسط الجزائريين، حيث بلغ عدد المصبين 3 ملايين مصاب نصفهم يجهل إصابته، وتبقى الوقاية من الداء والممثلة في الرجوع إلى نمط عيش أجدادنا بالتخلي عن استهلاك الأكل الدسم والسكريات والإقبال على الخضر والفواكه، مع اعتماد المشي يوميا وممارسة الرياضة، وحدها المسؤولة عن تقليص نسبة الإصابات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات