38serv
بعد أن أثبتت وجودها علميا بالتدرج عبر مختلف المراحل العلمية واجتياز مختلف المسابقات الوطنية بفرنسا للظفر بأعلى رتبة في السلك الطبي الفرنسي، وضمان التمتع بنفس حقوق زملائها الأطباء الفرنسيين، تمكنت أخصائية طب السكري بباريس، شفيقة خيثر فردي، من اعتلاء منصب رئاسة وحدة طب السكري بمستشفى سان سانت دوني عن جدارة واستحقاق وبكل مهنية، رغم رفض زملائها الأطباء الفرنسيين فكرة استحواذ طبيبة جزائرية على المنصب وترؤسها لأكبر وحدة بالمستشفى من حيث تعداد مرضى داء السكري.ويشار إلى أن شفيقة خيثر فردي التحقت بباريس كطبيبة عامة سنة 1990 رفقة زوجها الذي يمارس كذلك مهنة الطب، وكان هدفها مواصلة دراساتها العليا في الطب وتخصصها في مجالها الحالي دون التفكير في المكوث أو الاستقرار بفرنسا، حيث كانت تستبعد الفكرة تماما حينها، لكن شاءت الأقدار أن تتزامن فترة دراستها مع سنوات العشرية السوداء بالجزائر، ما حال دون رجوع شفيقة إلى ديار الوطن الأم، كما كان لتطور الأحداث حينها وتزوج الطبيبة وإنجابها تفسير لاستقرارها بفرنسا، ما دفعها إلى التشمير عن ساعديها ورفع التحدي بين زملائها الأطباء الفرنسيين بغية إثبات وجودها بالعمل والمثابرة، رغم أن الوضع لم يكن هينا في أولى سنوات ممارستها، خاصة من ناحية تقاضي الراتب الذي كان أقل بكثير مقارنة مع الذي كان يتقاضاه الطبيب الفرنسي رغم أنها كانت تقدم الكثير، ما اضطرها إلى التسجيل من أجل نيل شهادة إضافية علاوة على كونها طبيبة بامتهان سلك التمريض من أجل الحفاظ على توازن الميزانية المالية شهريا، والتمكن من دفع تكاليف الدراسة بالجامعة، حيث كانت تدرس وتتربص بمستشفى بوازييه بباريس نهارا وتعمل ليلا على مدار 3 سنوات، وهي التجربة التي سمحت لها أيضا باكتشاف خبرات إيجابية واكتساب قدرات مهنية، حيث تمكنت من التنقل عبر كل المصالح، في الوقت الذي كان غير مسموح به للأطباء الأجانب بالمشاركة في المسابقات الوطنية للحصول على نفس النظام والمركز الذي يتمتع به أطباء فرنسا الأكفاء. وبمجرد فتح المسابقة الوطنية لنيل صفة ممارس استشفائي لم تتردد الأخصائية شفيقة في اجتياز المسابقة، لتحوز على درجة تقديرية عالية مكنتها من فرض نفسها مهنيا داخل مصلحة طب السكري التي تعمل بها حاليا على مستوى مستشفى سان سانت دوني، إلى جانب رئيسة الوحدة التي احتكت بها كثيرا قبل مغادرتها المصلحة. ومع شغور المنصب ترشحت شفيقة إلى جانب العشرات من زملائها الفرنسيين من أجل الإشراف على رئاسة القسم التي فازت بها، وهو ما أحدث المفاجأة وسط الكثير من زملائها الذين رفضوا فكرة أن تترأس القسم طبيبة أجنبية تعتبر الجزائرية الوحيدة بتلك المصلحة، ما جعلها تعمل دون هوادة لفرض نفسها بأكبر وحدة بالمستشفى من حيث عدد المصابين بالسكري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات