38serv
اختارت هيئة “نهضة العلماء”، أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا، ويتبعها أكثر من 120 مليون شخص، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى؛ ليشاركها في رئاسة أوّل قمّة دينية ضمنَ أعمال مجموعة العشرين.وتمّ الإعلان عن اختيار رابطة العالم الإسلامي للمشاركة في تأسيس واستضافة قمّة الأديان لمجموعة العشرين، R20، الّتي جرى اعتمادها لأوّل مرّة كمجموعة عمل تشاركية تنعقد قمّتها الدّينية قبل القمّة الرئاسية G20، وذلك يومي 2 و3 نوفمبر المقبل، في بالي بإندونيسيا، بمشاركة الرّواد الفاعلين في الحوار الدّيني والفكري من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين وغيرهم، وبمشاركة الشّيخ يحيى خليل ثقوف، رئيس المجلس المركزي لنهضة العلماء. ووفقًا لتصريح رئاسة القمّة، سيلقي الدكتور العيسى الكلمة الافتتاحية للقمّة الدّينية، وذلك عقِب خطاب يُلقيه الرئيس الإندونيسي السيد جوكو ويدودو بقمّة G20، في بالي. وستشهد أعمال القمّة إطلاق منتدى بناء الجسور بين الشّرق والغرب “من أجل عالم أكثرَ تفاهمًا وسلامًا.. ومجتمعاتٍ أكثرَ تعايشًا ووئامًا”، الّذي يُركِّز على استعراض مختلف الجدليات الدّينية والفكرية والثقافية والسّياسية ذات العلاقة، وطرح مختلف قضايا الاندماج واللاجئين، وذلك بحضور كبار المتخصّصين في هذا الشّأن، سواء في المجال الدّيني أو الفكري أو الثقافي أو المجتمعي أو السّياسي، ولا سيما الأحزاب السّياسية واللّجان البرلمانية ذات العلاقة.وستُناقش من خلال هذا الحضور “النّوعي والمؤثّر” كلُّ القضايا ذات الصّلة ببناء الجسور بين الشّرق والغرب، ولا سيما استعراض تحدّياتها وفرصها، وبخاصة مشتركاتها الحضارية، إضافة إلى المبادرات والتّجارب المقدّمة بشأنها ومناقشتها من قِبَل عدد من الشّخصيات الدولية المتخصّصة في الاستطلاع والدّراسة؛ باعتبار أنّ السِّجال الطويل في هذا الشّأن ترتبط به عدّة مفاهيم وتجاذبات، ولا تتوقف على المفاهيم الدّينية وحدها، ومن ثَمَّ يسعَى المنتدى لإيجاد حلول أكثر ضمانًا واستدامةً.ويُتوقع أن يصدر عن قمّة (R20) في سياق فكرة هذا المنتدى، قرارات بإنشاء كراسيَّ علميةٍ في جامعاتٍ شرقيةٍ وأخرى غربيةٍ، مع إيجادِ حَوْكَمَةٍ لها تضمَن تواصلها الإيجابي بعضها مع بعضٍ في إطار فكرة المنتدى.وسيشارك في هذه الفعالية المهمّة (ببحوثٍ ودراساتٍ وتقارير) عددٌ من الشّخصيات والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث والاستشراف، إضافةً إلى عدد من المستشرقين، وبعض كبار الأكاديميين ذوي الصّلة من جامعة هارفارد، ومنهم زملاء البروفيسور في الجامعة الدكتور الرّاحل صموئيل هنتنغتون، صاحب أطروحة “صدام الحضارات” عبر كتابه الشّهير في هذا الصّدد، وهي الأطروحة الّتي أثارت جدلًا فكريًّا واسعًا.وأكَّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، دعمه المطلق لمهمّة قمّة (R20) للأديان، مضيفًا أنّ “رابطة العالم الإسلامي تعمَل بلا كللٍ على مدِّ جسور الحوار والتّعاون بين أتباع الأديان والثّقافات؛ لتعزيز الوعي الدّيني والفكري في الدّاخل الإسلامي، والوعي الفكري حول العالم؛ تعزيزًا لقيم الاعتدال في مواجهة كافة أشكال التّطرف”. مشيرًا “في هذا الإطار، يأتي هذا التّعاون الأخوي والمثمر مع هيئة نهضة العلماء، الّتي يتبعها أكثر من 120 مليون مسلم تقريبًا، وتتبنّى المُثُل العليا الّتي تدعّمها الرابطة، وسيعزّز التّعاون مع نهضة العلماء -بوزنها وتأثيرها الكبير- من مهمّتنا ورسالتنا”. وأضاف “سيمثِّل هذا التّعاون مع نهضة العلماء لرئاسة قمّة الأديان لمجموعة العشرين، منصّةً فاعلةً لتعزيز الحوار، ومن شأنها أن تُبرز مهام رسالتنا النّبيلة”.بدوره، قال رئيس نهضة العلماء، الشّيخ يحيى خليل ثقوف “من خلال هذا التّعاون مع رابطة العالم الإسلامي، نأمل في تسهيل انبثاق حركةٍ عالَمِيَّةٍ تدعو قمّة الأديان (R20) من ذوي النّيات الحسنة من كلّ دينٍ وأمَّةٍ للمساعدة في تحقيق توافُق بُنى القوّة الجيو-سياسية والاقتصادية مع أسمى القيم الأخلاقية والرّوحية، من أجل الإنسانية جمعاء”.تجدر الإشارة إلى أنّ الشّراكة بين رابطة العالم الإسلامي ونهضة العلماء ستستمرّ إلى ما بعد قمّة G20، القادمة لمدّة تصل إلى ثلاث سنوات، وستعمل المنظمتان على التّعريف بالقيَم المشتركة الّتي قد تكون بمثابة القاعدة الأساسية للتّعايش والوئام بين المجتمعات ذات التّنوّع. كما سينضمُّ ممثِّلٌ رفيعُ المستوى لرابطة العالم الإسلامي، إلى مجلس المستشارين التّابع لمركز القيَم الحضارية المشتركة في إندونيسيا، الّذي أسَّسه قادةُ نهضة العلماء ويُمثِّل الأمانةَ الدّائمةَ لقمّة الأديان (R20).
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات