38serv
في سنة 1281هـ قام أهالي مدينة ‘لالبيت’ بتأسيس الكلية العربية منبع الأنوار، وتقع الكلية في منطقة لالبيت (ويطلق عليها سكانها اسم لالْبَتَاي)، وهي تتبع مدينة ‘سدم برم’ وتقع في الوسط الشرقي لولاية تامل نادو، وتبعد عن عاصمة الولاية مدراس (تشناي) بـ: 275 كلم تقريبًا، وهي من أقدم الكليات التي أسست بولاية تامل نادو بالهند.وقد يسَّرَ الله الكريم بفضله لنا زيارة هذه الكلية في إطار مشروع حفظ التراث الإسلامي بالهند، الذي ينفذه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث هناك، ومن الأشياء التي اطلعنا عليها في هذه الكلية وتثير إعجاب الزائر وهو يتفحص النظام المعمول به حتى الآن في هذه الكلية، هو نظام الأكل والشرب الخاص بالطلبة، حيث يتكفل كل بيت مسلم في لالبيت (لالْبَتَاي)، بوجبة غداء وعشاء وفطور لطالب واحد، يؤتى بها يوميًا إلى مطعم الكلية في المكان المحدد له، أما العائلات الغنية فتتكفل بأكثر من طالب؛ نظام لم نرَ له مثيلًا في جميع مدارس جنوب الهند وكلياته الإسلامية، بل الهند كلها فيما اطلعنا عليه من هذا البلد المترامي الأطراف.أما مكتبة الكلية التي قضينا فيها معظم الوقت من زيارتنا فتفتقد للتنظيم والترتيب والعناية اللازمة والصيانة الضرورية، مع العلم أننا لما دخلنا المكتبة لم نعثر على أي مخطوط برفوفها، وبينما نحن نودع شيخ الكلية ومديرها وكبار المسؤولين بها ونهمُّ بالخروج، فإذا بأحد الطلبة يتقدم نحونا ويسألنا باللغة العربية الفصحى، ويقول: السلام عليكم، فرددنا عليه السلام، ثم سألنا قائلًا: هل تبحثون عن المخطوطات؟ قلنا له نعم، ولكن لا يوجد في كليتكم شيء منها، قال لا؛ يوجد في كليتنا مخطوطات كثيرة، ولكن المشرفين على المكتبة والمسؤولين عنها وضعوا تلك المخطوطات منذ زمن طويل في كواتٍ فوق خزائن الملابس بغرف نوم الطلبة، في البداية لم نصدق هذا الكلام في قرارة أنفسنا، ولكن قلنا لا يضر شيئًا لو ذهبنا معه ورأينا ما هنالك، فلما ذهبنا إلى المكان الذي يريد، تسلق الطالب، وتسلق معه بعض أصدقائه من الطلبة في خزائن ملابس الطلبة حتى وصلوا إلى الكوات التي فوق الخزائن وفتحوها وبدأوا يخرجون المخطوطات وبقاياها، عندها أدركنا أن ما قيل لنا حقيقة، ولا بد من إنقاذ هذه المخطوطات؛ فقمنا بمعية مجموعة من الطلبة بمسح شامل لكل الكوات، فأخرجنا ما كان فيها من المخطوطات سليمًا وغير سليم وما بقي منه النزر القليل، ولم نغادر أية ورقة وجدناها إلا أتينا بها، ثم قمنا بفحصها جميعًا وفرزها وترتيبها ولمّ شملها، حيث قضت عوادي الزمن في تلك الكوات على ثلث المخطوطات تقريبًا، وحولت جزءًا منها إلى حال، يصعب معه الاستفادة منها، وأما ما استطعنا إنقاذه فقد بلغ 181 عنوانًا.وقد تنوعت لغة ما عثرنا عليه من المخطوطات بين العربية والفارسية، كما تنوعت موضوعاتها بين التفسير والفقه والعقيدة والنحو والصرف والمواعظ والسنة... وغيرها من المخطوطات المعهودة في كثير من الكليات الإسلامية بجنوب الهند، ولم تخل تلك المجموعة من بعض النوادر كتفسير للقرآن الكريم باللغة الفارسية وغيرها.وهذه بعض العناوين التي عثرنا عليها سليمة صالحة للاستفادة منها، والحمد لله، وهي كما يأتي: 1- رسالة في الإسرائيليات. 2- آداب العلم. 3- شرح الوقاية لابن تاج الشريعة. 4- ذكر الموت لمحمد بن القاضي الكالكوتي. 5- حكاية لتميم الأنصاري. 6- قصة عابد بني إسرائيل. 7- حديث الحناء. 8- معراج النبي صلّى الله عليه وسلم. 9- عشرون مسألة فسرها الإمام الشافعي. 10- بيان ما اختصره الشيرازي فـي خلاف الشافعي لأبي حنيفة، وهي عبارة عن خمس خمسين وخمسمائة مسألة. 11- رسالة في بيان أعضاء الإنسان. 12- الحقيقة الموافقة للشريعة. 13- كتاب في فضل العلم والعلماء. 14- كتاب في فضل العلم. 15- خصومات الملائكة. 16- شرح أسماء الله الحسنى. 17- تعليم المتعلم وطريقة التعلم. 18- رونق المجالس لعمر بن الحسن السمرقندي. 19- علامات المهدي لعلي بن حسام الدين المتقي. 20- تفصيل السنن إلى حلال وحرام على المذاهب. 21- أنساب الأطهار لصمدي بن درويش المشهدي. 22- جامع القوانين لخليفة شاه. 23- رسالة في قصة يوسف عليه السلام.والله الموفق لما فيه الخير والصواب*مدير تحرير مجلة “آفاق الثقافة والتراث”
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات