38serv
سجلت منظمة بريطانية تصاعدا حادّا في حملات الكراهية ضد المسلمين، خلال الأيام الماضية، عقب إطلاق حركة حماس عملية “طوفان الأقصى” في المستوطنات الإسرائيلية على حدود غزة.وعبّرت منظمة “تيل ماما” الحقوقية عن قلقها إزاء ارتفاع الحالات التي وثقتها لمعاداة السامية، وحوادث معاداة المسلمين منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر “وتداعياته المستمرة والمؤلمة على الفلسطينيين والإسرائيليين”، وأكدت أن عدد الحالات التي وثقتها ارتفعت بمعدل ثلاث مرات مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي.وأوضحت المنظمة أن العديد من الحالات التي تلقت شكاوى بها هي غالبا ذات طبيعة “عنصرية، تستهدف المجتمعات العربية والفلسطينية بعبارات مسيئة تنزع عنهم صفة الإنسانية، أو ضد المسلمين، أو تستهدف منازلهم، أو عندما يتحدث (شخص) باللغة العربية، وكذلك استهداف المجتمعات الآسيوية والمسلمة”.ففي مدينة لانكشاير، تحقق الشرطة في حادثة إلقاء رأس خنزير على موقع مخصص لإقامة مسجد، الأحد الماضي، باعتبارها جريمة كراهية. وفي ذات المدينة، أظهر تسجيل فيديو لرجل أبيض وهو يصيح من نافذة سيارته بوجه رجل مسلم: “إسلاميون (..) أوغاد”، مع كلمة بذيئة، ووقعت هذه الحادثة الأربعاء الماضي. ومن تلك الحالات، فقد تمت كتابة كلمتي “قتلة، إرهابيون” على باب منزل عائلة فلسطينية مسلمة. وفي حالات أخرى، تعرّض أفراد للمناداة بـ«متعطشين للدماء”، و«إرهابيين”.وعبر الإنترنت، تم إطلاق وصف “إرهابيين” على المسلمين بشكل عام، وسط دعوات للطرد الجماعي من بريطانيا. كما دعا حساب لشخص يعرف نفسه بأنه من اليمين المتطرف على تويتر، لـ«المقاومة العنيفة” ضد المسلمين.وقالت مديرة منظمة “تيل ماما”، إيمان عطا، إن “هذا الارتفاع في المشاعر المعادية للمسلمين مقلق. نحن نعرف أن منظمة أمن المجتمع (اليهودي) تكشف ارتفاعا حادّا في معاداة السامية، وهذا يُظهر أن ما يحدث في الشرق الأوسط له عواقب حقيقية وتأثيرات على المجتمعات في المملكة المتحدة”. ودعت عطا من يتعرّضون للكراهية المعادية للمسلمين “لإبلاغنا، حتى لا يعانوا بصمت. يجب ألا نسمح مطلقا لمثل هذه الكراهية وعدم التسامح أن تتجذر في مجتمعاتنا”.من جهتها، علّقت النائبة العمالية إيفيت كوبر؛ على تقرير المنظمة قائلة: “قلقة جدّا بسبب هذه التقارير عن التهديدات والإساءات والاعتداءات ضد المسلمين اليوم، وأنا على تواصل مع تيل ماما”. وأضافت: “لا مكان في بريطانيا للكراهية المعادية للمسلمين. ندعم الشرطة والحكومة للاستجابة بقوة وإبقاء الناس بأمان”.بدوره، قال عمدة لندن، صادق خان: “سأقف دائما مع اليهود والمسلمين في لندن ضد أولئك الذين يتبنون الكراهية والانقسام في مدينتنا. أولئك الذين يتم ضبطهم يرتكبون هذه الأفعال سيواجَهون بكامل قوة القانون”.وبمناسبة انطلاق أسبوع التوعية بجرائم الكراهية، الجمعة الماضية، قالت المنظمة: “سنستمر بتحدث كل أشكال العنصرية والكراهية، والترويج للتوافق والدعم، ولهذا من الضروري الإبلاغ عن الحالات” المتعلقة بالكراهية.وتشهد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين تصاعدا في السنوات الأخيرة، مع انتشار خطاب اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا، حيث تشير إحصائيات وزارة الداخلية البريطانية إلى أن الهجمات ضد المسلمين تمثل نحو ثلث الاعتداءات المدفوعة بالكراهية الدينية بين عامي 2022 و2023.يشار إلى أن منظمات إسلامية سجلت، العام الماضي، تعرّض نحو 35 في المائة من المساجد في بريطانيا لاعتداء واحد على الأقل العام الماضي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات