38serv
مباراة "الخضر" ضد موريتانيا ستكون أصعب من الأولى التي جرت ضد أنغولا والثانية مع بوركينافاسو، ليس لأن منتخب "المرابطين" أقوى، وليس لأنه منافس شرس يصعب ترويضه وله طموح كبير في هذه الكان، فهو تقريبا رهن كل حظوظه للتأهل بعد خسارته في مباراتين، ولكن..
أصعب من الأولى، لأنها الفرصة الأخيرة لـ "الخضر" للتدارك وإنقاذ ما يمكن، ولا يوجد بعدها سوى حزم الأمتعة والعودة للديار، عكس ما كان عليه الحال في المباراة الأولى وحتى الثانية التي كان فيها حق التدارك مضمونا ومتاحا، ما يعني أن أمام "الخضر" خيارا واحدا لا ثاني له: تحقيق الفوز ولا شيء غيره، لا نصفه ولا ثلثه، بل كله.
وستكون أصعب لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بنتائج المباراة الأخرى التي تجمع بين أنغولا وبوركينافاسو، لأنها مثلما قد تخلط الحسابات ويتم اللجوء فيها لجدول الضرب والطرح والقسمة لتحديد المتأهلين الأول والثاني وأحسن ثالث، مثلما قد تحدث فيها المفاجأة وتنقلب المعطيات رأسا على عقب، وهي كلها معطيات ستصعب من مأمورية "الخضر"، لأن كل هذه الأمور سترمي بثقلها على مباراتهم الثالثة التي ستكون مصيرية بين نهاية كابوس أو بدايته.
هل "الخضر" متعودون على اللعب في مثل هذا "الضغط العالي" بحساباته؟ بتجربة الكان السابقة في الكاميرون، من الصعب على لاعبينا مجاراة ذلك رغم اختلاف الخصوم، لكن بمجريات سيناريو مباراة بوركينافاسو حيث استطاع "الخضر" بردة فعلهم العودة في النتيجة وإنهاء المباراة بشكل أقوى، فإن "مفاتيح" المباراة ضد منتخب "المرابطين" بيد رفقاء بغداد بونجاح، شريطة التعاطي معها قلبا وقالبا لأنها مصيرية، قد تمكنك من فتح صفحة جديدة في مواصلة مشوار هذه المعركة الإفريقية، أو ينتهي "العرس" ويتفرق "المدادحة".
ورغم أن الإمكانيات البشرية التي يحوزها "الخضر"، والنوعية الموجودة، والتحضيرات التي سبقت الموعد القاري، كلها تجعل الفارق واضحا مع منتخب "المرابطين"، ويفترض أن تعطينا أسبقية على المنافس، خصوصا أن الرهان يختلف بينهما، فالجزائر بحاجة إلى الفوز ولا شيء غيره لضمان مواصلة المشوار الإفريقي، بينما موريتانيا بحاجة إلى الفوز و "معجزة " للتأهل بـ3 نقاط كأحسن 4 منتخبات في المرتبة الثالثة.
الهدف الذي سيقاتل أشبال بلماضي من أجله، وهو المرور إلى الدور الثمن النهائي، هل سيكون أكثر تحفيزا لهم مقارنة بالمنافس الذي يريد فقط تسجيل فوز يُحفظ له في أرشيف كان كوت ديفوار؟ أم بالعكس سيشكل مصدر ضغط عالٍ على الأعصاب، قد يفقد المنتخب توازنه أمام منافس ليس له ما يخسره مهما كان كبيرا أو صغيرا، ومتحرر من كل الضغوط والالتزامات مع جمهوره.
مع كل هذا، يمسك المنتخب الوطني بكل أوراقه في يده، المطلوب أن يكون فقط في "يومه"، لأن الفوز بحاجة إلى تيار عال من التركيز والقتال.. وحاجات أخرى.